سقوط الهمة سبب الأمراض الاجتماعية والأخلاقية التي تفشت في أمتنا فأورثت معظم الأجيال جفافا في الرقي والترقي وتقليدا أعمي وتواكلا وكسلا واستسلاما لما يسمي بالأمر الواقع.. وفي عصرنا ما أكثر الشباب الذين ينتسبون إلي الإسلام ولكن تضافرت هممهم وانشغلوا بمحقرات الأمور فيتشبهون شكلا وموضوعا بمن يصدرون لنا من الأخلاق والعادات ما يزيد في هدم الشباب فتجدهم من حيث المظهر يعلقون علي صدورهم صورا غريبة ويرتدون ملابس تحمل رسومات لا يفقهون معناها ويزينون سياراتهم بأعلام وصور وعبارات لدول ترغب في ذل كبريائهم وإهدار كرامتهم واستعباد أممهم فأصبحوا بلا هوية وبلا ملامح تميزهم وهم الذين ينحدرون من أصل مصري وأرض مصرية حباها الله تعالي بالذكر في القرآن وتشرفت أرضها بالأنبياء والصالحين.. والحقيقة أن محنة المسلمين في عصر انحطاط الهمم لا يقتصر علي ذلك وإنما يشارك في ذلك تسلط أئمة الضلال ومناهج دراسية ووسائل إعلام تمسخ الأفكار والقيم وتسبب ذلك في انحطاط الهمم فيكون رد فعل الأجيال الضعيفة إهدار الوقت الثمين فيما لا يفيد واتصافها بالعجز والكسل وهما العائقان اللذان أكثر الرسول صلي الله عليه وسلم من التعوذ بالله سبحانه منهما وقد يعذر العاجز لعدم قدرته بخلاف الكسول الذي يتثاقل ويتراخي، وقد نري موهوبا ونابغة ولكن يأتي الكسل فيخذل همته ويطفئ نور بصيرته ويشل طاقته.. قال الفراء: لا أرحم أحدا كرحمتي لرجلين رجل يطلب العلم ولا فهم له ورجل يفهم ولا يطلبه واني لاأعجب ممن في وسعه أن يطلب العلم ولا يتعلم.. فاطلب صحبة مجتهد في العبادة والعلم فتلاحظ أقواله وأفعاله وتقتدي به.