كانت فرحتنا عظيمة بذلك الطفل الصغير مريض السرطان الذي يصارع الموت ويقف سعيدا مفعما بالحياة مرتديا بدلته العسكرية بجوار الرئيس وهو يلوح بالعلم المصري فرحا وكأنه يمسك بطوق نجاته علي متن يخت المحروسة في حفل افتتاح القناة الجديدة.

عمر صلاح الطفل الذي تحمل آلام مرض لا يرحم وهو ينهش جسده الصغير كي يشارك الكبار في رسم مستقبل وطن قد لا يعيشه، ولكنه حقق حلمه الكبير بأن يكون جزءا من حدث تاريخي لا ينسي بل الأصح أنه الطفل الذي لن ينسي.
انتهي الحفل وحولت قنواتنا الفضائية الفرحة بطفل مريض يبحث عن الأمل إلي المتاجرة بآلام طفل من أجل الحصول علي صكوك الوطنية والسبق الإعلامي المتميز باستضافة «طفل السيسي».
لم يأبه أي من السادة الإعلاميين «الكبار» وفرق إعداد برامجهم من الصحفيين «الكبار» أيضا بحالة طفل مريض دخل الطوارئ في مستشفي ٥٧٣٥٧ بعد الحفل بيوم نتيجة تعبه الشديد. ولم قد يؤثر مثل هذا الأمر علي خططهم البرامجية!، إنه طفل السيسي. وتوالت البرامج وعمر يتحدث وتوالت البرامج وعمر ينام وقت التسجيل معه في البرامج لتظهر إنسانية الإعلاميين المفرطة الذين رفضوا أن يوقظوا الطفل لاستكمال فقرته في برامجهم. حقا إنه شئ غير إنساني وغير أخلاقي بالمرة ويدعو للاشمئزاز من كل تلك الوجوه وتلك القنوات التي أصبحت تتاجر بآلام الناس من أجل أن ترفع نسب المشاهدة ونسبة الإعلانات.
انت بطل يا عمر وستظل بطلا، وستظل أكبر من كل هؤلاء الذين يدعون أنهم كبار.