«إن لم يكن بوسعكم أن تفرحوا فدعونا نفرح بأهم حدث تاريخي عالمي صنعته مصر بأيدي أبنائها بارك الله فيهم ولهم، شعباً ورئيساً»



أوقات نادرة جداً هي التي لا تستطيع فيها التعبير عن الفرحة والسعادة بداخلك، وتعجز كل المشاعر والأحاسيس عن وصفها، تابعت مظاهر الفرح في الميادين والمدن والمحافظات، هذه الميادين التي امتلأت عن آخرها بالملايين خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو، هي نفسها الميادين التي شهدت الحشود التي خرجت للإحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة بأموال وسواعد المصريين، شعرت من هذه اللحظات النادرة في عمر الوطن، أن الإحتشاد للتعبير عن السعادة والأمل غير مسبوق، وأن بداخل كل منا أطنانا وشحنات من الفرح، فكيف يمكن أن نستغل هذه اللحظات الرائعة من الفرح، ونصوبها إلي البناء الجاد؟، كيف يمكن أن نستغل هذه اللحظات النادرة من الإبداع ونحولها إلي لوحات نادرة من العمل البنَاء يشاهدها العالم أجمع؟، لقد أصبحت جملة « فات الكتير يا بلدنا وما بقاش إلا القليل « واقعا ملموسا ومحسوسا وليست كلمات نتشدق بها لبث الأمل في النفوس، كنا فقط في حاجة إلي تحفيز، وإلي إخراج كل مكنونات الإنتماء والوطنية من داخلنا بعد وصولنا للحظات طويلة من اليأس ولم يتبق لنا غير الدعاء، كنا في حاجة إلي قائد وزعيم يجمعنا ويحشدنا في حب الوطن، قائد وزعيم استطاع أن يوقظ المارد العربي النائم منذ سنوات طويلة، لقد منّ الله علينا به بعد عهود من اليأس كدنا أن نفقد فيها الأمل، بارك الله فيه وفي شعب مصر العظيم.
ــ لقد جاء الإحتفال بافتتاح القناة غير مسبوق، ولكنه علي قدر قيمة مصر وشعبها، لقد أبدع المصريون كباراً وصغاراً، نساءً ورجالاً، أطفالاً وشيوخاً في إيصال صورة مصرية مبدعة علي الخريطة العالمية، صاغت روحاً جديدة مبهجة أبهرت دول العالم شعوباً ورؤساء ومسئولين، والأعداء قبل الأصدقاء، المعارضين قبل المؤيدين، بدت فيما نشرته كبريات وكالات الأنباء والصحف العالمية، ويكفي ما أعلنته هيئة الملاحة البحرية العالمية أن قناة السويس الجديدة من أهم المجاري الملاحية في العالم.
الجدارية..
هناك أيادٍ خفية تعمل علي إثارة الخلافات المجتمعية في وقت نحن أحوج فيه للتلاحم والإصطفاف، هذه الأيادي ليست إخوانية، الأيادي الإخوانية معروفة بما تثيره وتخطط له بمساعدة الجماعات الإرهابية، لكن الأمر يختلف مع هؤلاء، نشاهدهم يثيرون الخلافات المجتمعية بقضايا تافهة كلما اقتربنا من تحقيق شئ ما إيجابي، انظروا وشاهدوا برامج التوك شو التي تمتلئ بأمثالهم، وهي ليست المرة الأولي، فهم الأشخاص أنفسهم الذين قرفنا من مشاهدتهم خلال العامين السابقين، وقبل الإنتهاء من كل عمل وطني يتم الإجماع عليه، ومن الأمثلة الكثير، ولكن ما حدث من خلال المجموعة المباركية التي وجدت في عدم وضع صورة الرئيس المخلوع مبارك علي جدارية قناة السويس الجديدة إهداراً لحقه، فاق الحد، ما هذا الهراء، هل هذا وقت إثارة الخلافات؟، إن لم يكن بوسعكم أن تفرحوا فدعونا نفرح بأهم حدث تاريخي عالمي صنعته مصر بأيدي أبنائها بارك الله فيهم ولهم، شعباً ورئيساً، فحين تكون الأزمات والحروب علي الجميع أن يتواروا خلف راية الوطن حتي تمر الأزمة بسلام، هذا هو الأمن الوطني والقومي الذي تربينا عليه وشاهدناه في كل المراحل التاريخية التي مرت بها مصر.