انطلق صديقي بخبرة كبيرة وخاض معركة شرسة مع بقية المعازيم في الصراع علي ما لذ وطاب من الطعام.. ونظر فرآني واقفا علي جنب فشخط قائلا: لو فضلت مكسوف كده إبقي قابلني



زمان وفي يوم من أيام العزوبية فوجئت بأحد الأصدقاء يخبرني أنه عازمني علي العشاء في فندق خمس نجوم، وقبل أن أسأله من أين لك هذا طلب مني أن أرتدي بدلة كاملة لزوم المكان الشيك الذي لا يليق دخوله بملابس أي كلام، لم أكدب الخبر وفي الموعد المحدد كنت أقف علي باب الفندق حيث جاء صديقي ببدلة آخر شياكة ورائحة العطر تفوح منه وكأنه عريس في ليلة دخلته حيث اصطحبني إلي قاعة فخمة فوجئت أن بها عرسا كبيرا فعاتبته لأنه لم يخبرني أنه عازمني علي فرح قريبه كنت علي الأقل أحضرت له هدية ولو بسيطة فهمس في أذني قائلا: لا العريس مش قريبي ولا حاجة فقلت بثقة: تبقي العروسة، برضه كان لازم تقولي فتلفت حوله قائلا: ولا العروسة المهم انك تدخل معايا بثقة وسيب الباقي علي العبد لله!
وبالفعل دخلنا الفرح وسط ترحيب كبير من أهالي العروسين حيث شرح لي صديقي سبب هذا الترحيب رغم أننا لا نعرف أحدا من أصحاب الفرح وقال إن أهل العريس معتقدين أننا من أهل العروسة وكذلك أهل العروسة يعتقدون أننا من أهل العريس وعندما صرخت في أذنه قائلا: طيب يا فالح لو كان العروسين قرايب ممكن نتقفش ويبقي منظرنا مش حلو فقال: بلاش وسوسة وخلينا نستمتع بالفرح والأكل وزي مانت شايف الدنيا زحمة وعمر ماحد حيسألنا إحنا تبع مين! وبمجرد فتح البوفيه انطلق صديقي بخبرة كبيرة وخاض معركة شرسة مع بقية المعازيم في الصراع علي ما لذ وطاب من الطعام ونظر فرآني واقفا علي جنب فشخط قائلا: لو فضلت مكسوف كده إبقي قابلني.. ثم ناولني طبقا فارغا وسحبني من ايدي ليقحمني في المعركة التي انتهت بأن تناولنا كمية كبيرة من اللحوم والفواكه والحلو ثم غادرنا قاعة الفرح ونحن نضحك بهستيريا وصديقي يسألني: إيه رأيك في العشا؟ فقلت له: مش بطال بس اللحمة الضاني تعبتني شوية. وضحكنا مجددا وافترقنا وصديقي يؤكد قائلا: كل ما تحب تتعشي عشوة نضيفة قولي بس وملكش دعوة!
تذكرت هذه الحكاية وأنا اتابع خبر المواطن الذي اتصل بأحد الفنادق الشهيرة في وسط البلد يسأل عن الحفلات والمؤتمرات التي يستضيفها الفندق والشخصيات التي ستحضرها مما أثار الشك في نفس موظف الفندق الذي أبلغ رؤساءه والذين أبلغوا بدورهم شرطة السياحة والتي ألقت القبض علي الرجل بعد تتبع مصدر المكالمة وكان من الطبيعي أن يسأل المحقق الرجل عن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين فأنكر وقال إنه يسأل عن المؤتمرات لتغطيتها لبعض وسائل الإعلام، ولكن الرجل فشل في أن يثبت صدق كلامه ليس لأنه لا يحمل كارنيه يؤكد عمله بأي وسيلة إعلامية حيث أصبح الإعلام في أيامنا هذه مهنة من لا مهنة له، ولكنه ارتبك عندما طلب منه المحقق أن يذكر له اسم الصحيفة التي يمثلها حيث لم يكن مستعدا لهذا السؤال وبعد تضييق الخناق عليه اعترف الرجل بأنه فعلا عضو في جماعة ولكنها ليست جماعة الإخوان المسلمين ولكن جماعة الإخوان الجعانين فسأله المحقق: انت بتستهبل؟ فقال له: أبدا يا بيه بجد أنا بصراحة باحضر المؤتمرات والندوات في الفنادق علشان فيها أكل كتير وباكل لقمة نضيفة!
طويت الصحيفة وأنا أضحك بصوت مرتفع وأنا أتخيل منظرنا أنا وصديقي لو قدم أصحاب الفرح بلاغا ضدنا أننا أكلنا أكل المعازيم رغم أننا لسنا من المعازيم متمنيا ألا يتنشر خبر هذا المواطن الغلبان الذي أراد التحايل بتناول عشوة فاخرة فوجد نفسه متهما بالإرهاب وأتمني أن يحصل الرجل علي براءة رسمية فورية قبل أن يخرج علينا أحد عشاق الشهرة ليرفع دعوي أمام محكمة الأمور المستعجلة طالبا إعلان «الإخوان الجعانين» جماعة إرهابية!