أخيرا عشنا اللحظة التي انتظرناها طويلا في معايشة الحدث الكبير لافتتاح قناة السويس الجديدة وهذا الحدث التاريخي كان حلما عشناه وتمناه الجميع لعقود طويلة ولكنه تحقق ولم يكن مجرد الافتتاح مقصورا علي هذا المشروع العملاق ولكنه كان افتتاحا أيضا للإعلان عن بدء مشروعات قومية أخري أولها تنمية منطقة شرق بورسعيد وبدء تنفيذ مشروع المليون فدان والمشروع القومي لشبكة الطرق والمثلث الذهبي في جنوب الصعيد كلها مشروعات واعدة بإذن الله وفي رأيي أن افتتاح قناة السويس كان من أكثر إيجابياته أن عصر الأحلام والأمنيات قد انتهي وبدأنا عصر معايشة الواقع وتنفيذ الطموحات وفي محيط الإقليم الذي أعيش فيه في بورسعيد يجري حراك كبير في تنفيذ مشروعات أخري كانت أيضا تقف عند حدود الأحلام والأمنيات وها هو مشروع حماية بورسعيد من الغرق تحت مياه البحر المتوسط يمضي قدما وأوشكت وزارة الموارد المائية الإنتهاء من الدراسات الخاصة به وعرضها علي الرئيس في خلال أيام لتدخل مرحلة التنفيذ بعد ذلك وها هي بورسعيد تخرج من عزلتها الخانقة لمدينة شبه جزيرة لم يعد بها شبر واحد في البناء وتقام بها حاليا شبكة من الطرق والكباري تخرج بالمدينة إلي حيز عمراني كبير في امتداد حدودها مع المحافظات المجاورة، كل ذلك كان تصطدم آلية تنفيذه بعدم وجود موارد مالية وقصور في فكر وطموحات الحكومات السابقة والذين نسوا أكبر عامل مؤثر تملكه مصر وهو إرادة الإنسان المصري التي أثبتت قدرتها وفعاليتها بمجرد أن فتح لها الطريق من القيادة السياسية فجمعت المليارات ونفذت القناة في زمن قياسي وبهذه الإرادة إن شاء الله سنري مصر الجديدة في السنوات القادمة بعد أن يغمرها الخير الكامن في أراضيها بعد أن كان ينتظر من يخرجه من مكمنه.