كما ادخلوا الفرحة التي اسعدت ركاب المترو بتشغيل القطار المكيف علي الخط الاول، أن يدخلوا جميع قطارات الخدمة إلي تطوير تدريجي

يبقي الوضع كما هو عليه لم يتغير الأمر كثيرا بعد الإعلان عن زيادة أسعار تذاكر القطارات المكيفة «الأولي والثانية».. فالمسئولون الذين قرروا فجأة زيادة ٢٠ جنيها عن ثمن التذكرة.. لم يقدموا المقابل لذلك.
وكان الأجدر وضع خطة طموح للتطوير والتحديث تدريجيا لهذا المرفق المهم وادخال ما تم تطويره وتحديثه للخدمة فورا ومن ثم فرض زيادة علي هذا التطوير والتجديد تتوافق مع ما يشعر به المواطن من ارتياح.
وهربا من جحيم حوادث السيارات، وتجنبا للأعطال المتكررة في خطوط شركات نقل الركاب فآخر تطوير شهدته هيئة السكك الحديدية، كان لعربات الدرجة الثالثة ذات المقاعد الخشبية وتم تسميتها بعد التحديث القطارات المميزة نظرا لتغير لونها من الداخل واصلاح الزجاج واستبدال المقاعد الخشبية بمقاعد بلاستيك مقوي، لكن الخدمة المتردية سيدة الموقف، والإهمال الجسيم شاهد عيان، وهو الأمر الذي يمتد إلي عربات الدرجة الأولي والثانية مكيفة، حيث اعتقد الركاب أن الزيادة في اسعار التذاكر سوف يقابلها تحسين مستوي الخدمة.
لكن هذا لم يحدث، فالحالة المتردية في النازل والخدمة في الحضيض ودورات المياه تسكنها الصراصير والحشرات، وكأنك في مراحيض القرون الوسطي والأبواب متهالكة ومغلقة ولم يتم عمل صيانة لها منذ سنوات، والتكييف انت وحظك قال لي فني صيانة في قطار ٩٩٠ المتجه من القاهرة إلي سوهاج «يا استاذ التكييف مش بيشتغل في الحر.
انتظر شوية لحد الساعة ٧ مساء لما الشمس تغيب والعربية هتسقع لوحدها.. الشمس ضاربة في القطر من غرب وده بيأثر علي المكيفات».
كان المفترض علي المسئولين في وزارة النقل كما ادخلوا الفرحة التي اسعدت ركاب المترو بتشغيل القطار المكيف علي الخط الاول، أن يدخلوا جميع قطارات الخدمة إلي تطوير تدريجي الواحد تلو الآخر قبل فرض الزيادة، واقترح ادخال خدمة عربات مكيفة درجة اولي فوق الممتازة وثانية فاخرة علي جميع القطارات كما هو الحال في الطائرات.
لم أهتم كثيرا بتصريحات المسئولين البراقة منذ سنوات طويلة، خاصة في الاعياد، عن القضاء والسيطرة والتحكم في السوق السوداء لتذاكر السفر، العبدلله صاحب تجربة حقيقية بعد الفشل في الحصول علي تذاكر العودة، اقترح علي صديق ان يحضر لي تذاكر من السوق السوداء استغربت في بداية الامر فالحديث عن السوق السوداء لتذاكر العودة لم يحن الوقت عليه بعد حيث تم بيعها داخل المحطة، قال لي صديقي.. ان جميع التذاكر تم بيعها منذ اسبوع ولاتوجد تذكرة واحدة داخل شباك الحجز من حتي الأقصر اسيوط للعودة إلي القاهرة.
ارتضيت بالأمر الواقع لرفع المشقة عن أطفالي الصغار، لكن كانت المفاجأة عند وقوفي علي محطة طما بسوهاج انتظارا لقدوم القطار ٩٧٧ أن هناك شخصا ينادي بأعلي صوته «توجد هناك تذاكر ثانية مكيفة بـ٦٥ جنيها واولي مكيفة ٩٠ جنيها من اسيوط للقاهرة».. هرول اليه الكثير لكن كانت الصدمة ان هذا الشخص هو الذي باع لي التذاكر بنفس السعر من ١٠ ايام وتساءلت.. كيف تمكن من الحصول علي كل هذه التذاكر من الشباك؟!
وسلملي علي القضاء علي السوق السوداء.