في بحثها الجاد والمضني عن تاريخ العلم وكيف نشأ وتطور، ومراحل نموه وانتقاله من مجتمع إلي آخر حاملا معه بذور المعرفة للبشر، وناقلا معالم الحضارة ونورها عبر العصور من مكان إلي آخر، ومن أمة إلي أخري، توصلت الدكتورة فرخندة حسن الأستاذة بالجامعة الأمريكية إلي حقيقة مؤكدة تقول، بأن بذور المعرفة العلمية نبتت علي أرض مصر. ليس هذا فقط، بل أيضا، ان فجر الحضارة الإنسانية أشرق علي العالم من مصر، وعلي يد الإنسان المصري القديم، الذي قام برعاية هذه الحضارة، وعمل علي ازدهارها وتوهجها علي مدي أكثر من ثلاثين قرنا من الزمان، لتنتقل أسرارها وقواعدها من بعده إلي العالم. وفي كتابها الجديد »نبذة عن تاريخ العلم»‬ تبحر بنا الدكتورة فرخندة عبر بحار العلم وموجات الحضارة الإنسانية، بحثا عن مكان البداية وأصل النشأة الأولي، لتصل بنا إلي ما اتفق عليه العلماء، بأن مصر كانت هي مهد الحضارة، وموطن العلم ومركز الاشعاع الأول لنور المعرفة للبشر والعالم. وتطوف بنا المؤلفة في جولة علمية واسعة تمتد بطول صفحات كتابها الجديد، الذي يضم مائة وثمانين صفحة، تبدؤها بلمحة مختصرة ومبسطة عن تاريخ العلم ونشأته وبذوره الأولي في مصر القديمة، وتعرض من خلالها مقومات الحضارة المصرية، وما أنجزوه من سبق مبهر في اختراع الكتابة، التي أصبحت ولاتزال وسيلة الإنسان في رصد وتسجيل وحفظ التراث الإنساني كله وفي المقدمة منه العلوم بالطبع، كما أصبحت ولاتزال وسيلة انتقال المعرفة والعلوم بين البشر وعبر العصور المختلفة. وفي هذا الطواف العلمي ترصد الدكتورة »‬فرخندة حسن» عددا من النماذج للتقدم العلمي الكبير الذي وصل إليه المصريون القدماء، وما كان له من تأثير علي الحضارة الإنسانية،...، وتطرقت في ذلك إلي علوم الفلك والإنجاز الضخم الذي حققوه فيها، والسبق الذي أحرزوه في علوم الهندسة والبناء، وعلوم الحساب، وما توصلوا إليه من معرفة واسعة في علوم الأحياء والكيمياء وعلوم الطب، وكذلك في التعدين والصناعات النسيجية وصناعات الزجاج، وغيرها.. وغيرها. وبعد هذا الطواف العلمي الذي امتاز ببساطة الأسلوب ووضوح القصد والهدف تطرح المؤلفة قضية انتقال العلم ومسيرته من مصر القديمة إلي العالم. »‬وللحديث بقية».