لاأدري الي متي سنظل نعاني من الفشل الذريع في ادارة اي ازمة مهما كانت بسيطة ؟ والي متي يظل المسئول مصرا علي ان »كل شيء تمام»‬ بالرغم ان الناس تصرخ وتعاني بينما هو يتابع قنوات المنوعات في مكتبه المكيف ؟ .. إنني اجزم ان ازمة مصر الحقيقية ليست في الموارد والامكانات وانما تكمن في القيادات العفنة التي لاتشعر بآلام الناس ومشاكلهم ولاتملك ابجديات التعامل معها. تعالوا نعرض مانعانيه حاليا من مشاكل متنوعة، سواء في قطع مياه الشرب عن مدينة نصر لعدة ايام ،او قطع الكهرباء عن قري ومدن بكاملها لساعات طويلة يوميا حتي وصل الامر قبل عدة اسابيع الي إظلام مصر كلها، ثم مشاكل الغلاء والقمامة والزحام في طوابير العيش او علاج فيروس سي او حتي صرف المعاشات والمرتبات من خلال مكاتب البريد.... الخ .. الازمات كلها ترجع في الاساس الي سبب وحيد غالبا، ألا وهو عدم وجود مسئول قادر علي ادارة الأزمة. ولاأبالغ اذا قلت انه لايمتلك حتي الرغبة او الارادة وربما النية  لمواجهة المشاكل التي تعاني منها الجهة التي يديرها  وحلها. قامت ثورتان والمشاكل كما هي لم تتغير والسبب طبعا ان المسئولين او القيادات علي كافة المستويات كما هي لم تتغير. ناهيك عن افتقاد الجهاز الاداري في مصر لمايسمي »‬التدريب المستمر» لدرجة ان معظم رؤساء الهيئات والمصالح الخدمية لايعرفون ابجديات التعامل مع الحاسب الآلي مثلا في زمن يعد الكمبيوتر والانترنت من  اهم ركائز الادارة في اي منشأة عامة او خاصة اؤكد ان ازمة مصر الحقيقية تكمن في الجهاز الاداري المتخلف. وليس هناك اي امل في التطور والتنمية وتحقيق النقلة النوعية التي ننشدها الا بإصلاح ذلك الجهاز وتأهيل وتدريب العاملين به ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. عندئذ سنتوقف عن ترديد مصطلح »‬ مفيش فايدة »‬ !!