عيب حكومة المهندس إبراهيم محلب أنها لا تستطيع أن تسوق انجازاتها، من المؤكد أنها نجحت في كثير من الملفات التي أسندت لها طوال مدة توليها المسئولية، وأخفقت في ملفات أخري لأسباب كثيرة، ولكن الظاهر للناس والعامة الإخفاقات وتتواري الإنجازات، خذ مثلا مشكلة انقطاع الكهرباء، إنجاز يحسب لهذه الحكومة والطرق الكثيرة التي افتتحت إنجاز آخر، ناهيك عن عدم وجود أزمات في المياه والسلع الرئيسية، كل هذه الإنجازات في وقت تعمل فيه الحكومة تحت ضغط شعبي ورئيس يسابق الزمن ليصلح ما أفسدته السنوات الخمس الماضية، ولكن فشلت حكومة محلب في تسويق نفسها للرأي العام ولم تسلط الضوء علي ما قدمته ووقعت فريسة سهلة أمام المعارضين لها ليظهروا السلبيات بصورة جعلت من المواطن العادي الذي كان مرحبا بهذه الحكومة في بدايتها، مهاجما لها آلان لأنه لا يري سوي السلبيات التي صدرت له وهو لا يعلم شيئا عن الإنجازات. وعلي سبيل تأكيد ما سبق فان الإعلام تناول بشكل موسع انقطاع التيار الكهربائي الذي حدث الأسبوع الماضي وأفردت له المساحات الإعلامية، في الوقت الذي لم يكن الأمر قبل ذلك حينما لم يشعر المواطن بأي أزمة في الكهرباء مثلما كانت العام الماضي وهو ما يحسب بالإيجاب لمحلب وحكومته ولكن لم تستطع الحكومة أن تفرض إنجازها علي الإعلام في ذات الوقت فرض سلبياتها علي كافة الوسائل الإعلامية.

تلك هي أكبر غلطة وقعت فيها حكومة محلب، فقد عمل الرجل ومعه عدد قليل من الوزراء بحماس منقطع النظير وواصلوا الليل بالنهار للعمل والإنجاز ولكن فاتهم في نفس الوقت التسويق لأعمالهم ليس بهدف الاستمرار في المنصب ولكن لكسب تأييد شعبي يساعدهم علي استمرار العمل، وتحقيق معدلات إنتاجية أعلي، فالمواطن البسيط الذي يستشعر بما تحقق يتحول إلي طاقة إنتاجية مهولة وثقة لا حدود لها في حكومته، ولكن حدث العكس ولم يشعر المواطن بما تحقق لأنه لا يري إلا السلبيات فقط.والأمر ينطبق أيضا علي التشريعات التي تصدرها الحكومة بتوقيع من الرئيس، ينطبق ما ذكرته علي نفس الأمر، فالحكومة علي سبيل المثال أعدت مشروع قانون الخدمة العامة ومواده في أغلبها جيدة وأهم ما فيه أنه ربط الحافز بالإنتاج وهو أمر محمود ومطلوب، ولكن الحكومة لم تقم بتسويق المشروع أو تهيئة المواطن بالمشروع وكسب تأييده وتركت الأمر لمنتقديه ليصبح المشروع ذا سمعة سيئة وهو علي النقيض تماما من ذلك، ومثله مثل مشروع قانون مواجهة الاٍرهاب والذي من المؤكد أنه مشروع جيد وآن أوانه ولكن الحكومة لا تظهر للعامة للشرح والتحليل وكسب الرأي العام لصالحها وإنما تتعمد ترك الساحة لمعارضيها ليكسبوا في صالحهم جولات ضد حكومة تعمل ولكنها فاشلة في تسويق هذا العمل.
السيد رئيس الوزراء المحترم سوِّق عملك ليس من أجلك ولكن من أجل الوطن والشعب الذي يريد أن يشعر بالإنجاز يتحقق، وسوف يقف هذا الشعب في ظهرك ضد القوي التي لا تريد لمصر التقدم، وأذكرك بالشعب الكريم الذي نزل في الشوارع فرحا وسعيدا بما تحقق في قناة السويس وصفع كل من هاجم المشروع العملاق وأخرس ألسنة الشياطين الذين تعرفهم وهم من يهاجمون أي إنجاز يحدث وحكومتك تاركة لهم الساحة وكأنها ليست من هنا.