" الأهم بالطبع هو ما ينتظرنا وينتظر مصر بعد افتتاح القناة الجديدة.. هناك999 خطوة علينا أن نخطوها بدءا من اليوم "

وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي لقناة السويس الجديدة علي أنها خطوة من ألف خطوة علينا أن نمشيها حتي نصل إلي هدفنا.. هو أبلغ وصف يمكن أن نصف به هذا المشروع الذي سبق أن وصفناه بالعملاق أو المعجزة.. ولكن لأننا نحلم بالأكثر وتنتظر مصر منا الأكثر فسوف نكتفي بوصف الرئيس له.
كان يوم السادس من أغسطس يوما رائعا.. يوما من أجمل أيام مصر.. ليس فقط لأن مشروعا جديدا ظهر علي خريطة مصر.. ولكن لأن روحا جديدة دبت في قلوب كل المصريين.
الكل كان واثقا من انجاز المشروع في السنة التي حددها الرئيس.. لأنهم يثقون في الرئيس ويثقون في هذا الشعب الذي تعود علي أن يبهر العالم.. وكما قال الشاعر العظيم كامل الشناوي عن شعب مصر : وصاح من الشعب صوت طليق.. قوي أبي عميق عريق.. يقول أنا الشعب والمعجزة.. أنا الشعب لا شيء قد أعجزه.. وكل الذي قاله أنجزه.
هذه اذن هي المعجزة.. فالمشروع في حد ذاته مشروع هندسي ذو هدف اقتصادي وله أهداف أخري سنتحدث عنها لاحقا.. ولكن المعجزة في أنه بقرار مصري كانت القيادات السابقة تعجز عن اتخاذه لشلل في الفكر أو لضغوط دولية.. وبتمويل مصري جمع له الشعب أكثر من ستين مليار جنيه في أسبوع واحد.. وبتنفيذ مصري شارك فيه آلاف من شباب مصر تحت قيادة من القوات المسلحة التي لولاها ما تم تنفيذ المشروع في هذا الزمن القياسي.
وبالرغم من أن كل أبناء مصر يعرفون كل تفاصيل المشروع إلا أننا يجب أن نعرف أنه قناة موازية للقناة الرئيسية تبدأ من الكيلو 60 وتصب في القناة الأساسية مجدداً عند الكيلو 95 لتشكل بذلك جزيرة بين القناتين يخطط أن تضم أيضاً مجموعة من المشروعات العمرانية والاستثمارية الجديدة التي تضيف فرص عمل جديدة. اذن يبلغ طول القناة الجديدة 35 كيلومترا من منطقة الدفرسوار إلي منطقة البلاح. مدة حفر القناة 12 شهرا شملت أعمال الحفر علي الناشف والتكسية والتجريف وتوسيع وتعميق التفريعات الحالية لعمق 24 مترا.
تم تعميق الغاطس لمسافة 37 كم أخري ليصبح اجمالي طول المشروع 72 كيلو مترا. حجم الرمال التي تم إزالتها من مجري القناة الجديدة 262 مليون متر مكعب مشبعة بالمياه..عدد الشركات العاملة في المشروع 82 شركة مقاولات.. عدد الكراكات العاملة بالمشروع 45 كراكة.. عدد السفن الحالية التي تمر بالقناة في المتوسط 49 سفينة يومياً..وعدد السفن المتوقع أن تمر بالقناة 97 سفينة يومياً في المتوسط.. عمق الغاطس أصبح 66 قدما مما سيسمح بعبور السفن العملاقة بحمولاتها الكاملة.. دخل القناة الحالي 5.4 مليار دولار.. ومن المتوقع أن يزيد خلال الأعوام القادمة إلي 13.2 مليار دولار بزيادة قدرها 259 %.. زمن الانتظار حالياً من 8 إلي 11 ساعة سوف يصبح صفرا بعد افتتاح القناة الجديدة.
وبالطبع فإن المشروع ليس هندسيا فقط.. ولكن له أبعاد اقتصادية وسياسية واستراتيجية واقليمية ودولية من بينها القضاء علي فكرة الخط الحديدي الاسرائيلي الذي كانت إسرائيل تلاعبنا به وتهددنا بين الحين والآخر وهوخط أشدود- إيلات والذي طرح بديلا عن قناة موازية تربط بين خليج العقبة والبحر المتوسط.. وبالتالي استعادة أهمية القناة كخط ملاحي عالمي يربط الشرق بالغرب وزيادة حجم ايرادات القناة اعتباراً من افتتاح القناة لتصبح في حدود 13.2 مليار دولار.. وفوق كل هذا فإن المشروع الجديد سيفتح الباب لمشروعات عديدة قد لا تقل أهمية إن لم تزد وهي التي أعلن عنها الرئيس وأهمها مشروع تنمية محور القناة ليكون أكبر منطقة جذب اقتصادي في العالم خلال العقد القادم.
الحديث عن المشروع وآثاره الايجابية في كل المجالات لا ينتهي.. ولكن الأهم بالطبع هو ما ينتظرنا وينتظر مصر بعد افتتاحه. وأقصد ال999 خطوة التي علينا أن نخطوها بدءا من اليوم. العالم كله يقدر مصر ويعرف قدر وعزيمة المصريين.. وقادة العالم يدركون ما بين الشعب وقائده.
العالم تلقي هدية المصريين وينتظر هداياه الأخري.. وأتوقع ألا يقف العالم موقف المتفرج.. بالتأكيد سيكون فخورا بمشاركة مصر خططها التنموية وبمشاركة المصريين آمالهم وأحلامهم.
العالم لا يعترف الا بالقوي المدرك لما يفعله والمصمم علي تنفيذ ما يخطط له.. لا يقف مع الضعيف المتخاذل الذي لا يعرف ماذا يريد.
الروح الجديدة التي تسري الآن في قلوب المصريين لابد أن تستمر.. أمامنا 999 خطوة أخري آن الأوان للبدء فيها علي بركة الله وعونه وبحسن قيادة الرجل الذي اختاره القدر ووثق فيه الشعب.. ولابد أن يكون هذا الحدث هو البداية لنهضة جديدة نبني بها بلدنا.
المهمة صعبة.. ولكنها ليست مستحيلة علي المصريين.. فلا شيء مستحيل عليهم.