انطلقت يوم الاثنين الماضي 15 سبتمبر، مسابقة الدوى العام المصري لكرة القدم لموسم ٢٠١٤/٢٠١٥، وصاحبت تلك الافتتاحية مطالب عودة الجماهير لملاعب الكرة ، ولكنها حملت معها عدة شروط !!. وقبل أن نستعرض مسألة عودة الجماهير للملاعب وبعيداً عن مظاهر التعصب الجماهيري المعتادة ، فإننا نؤكد أن »التشجيع« خاصة في كرة القدم ، ابتعد بفعل فاعل عن أصوله الحقيقية وانقلب إلى أشياء أخرى لا تمت له بأي صلة... أصبحنا نرى ميلشيات داخل المدرجات على امتداد الملاعب العربية وليس داخل الملاعب المصرية فقط ... رأينا جماهير خارج مصر تغلق مدرجات تخص جماهير أخرى وتمنعها من الدخول ... ورأينا ... ورأينا!... المهم أننا أصبحنا نرى نماذج عجيبة وغريبة من الجماهير التي يطلقون  عليها «جماهير رياضية » ، وأود أن أقول في هذه المناسبة أن عدداً كبيراً من جماهير الاولتراس من الشباب الممتازين وليس جميعهم من المخربين،والمطلوب فقط إرشادهم وتوجيههم ليبتعدوا عن القلة المنحرفة ولنكسب بهم ومعهم عناصر قادرة على أن يكونوا نواة لروابط جماهيرية واعية ومحترمة. ونعود إلى افتتاحية الدوري والمطالب المصاحبة لها بعودة الجماهير للملاعب ،وفى هذا الصدد هناك وجهات نظر متعددة وجهة النظر الأولى يتبناها عدد من خبراء اللعبة الذين يميلون إلى الحذر في هذا الأمر خلال المرحلة الحالية ويرون أن الصالح العام يفرض إقامة المباريات بدون جمهور ولو في النصف الأول من الموسم الحالي على الأقل لأن البلاد مستهدفة  من قوى خارجية وداخلية والهدف فى النهاية هو حماية الجماهير واستكمال المسابقة. ويتبنى وجهة النظر الثانية - بطبيعة موقعها ٠ كل من المهندس محمود طاهر رئيس النادي الأهلي والمستشار  مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك،  ويرى المهندس محمود طاهر أن الجماهير الملتزمة عنصر رئيسي في منظومة كرة القدم وعودتها للمدرجات مسألة مهمة لإحياء اللعبة وزيادة متعتها ورفع القيمة التسويقية لها ولكن هذا لابد وأن يتم بالتنسيق الكامل مع مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة الداخلية التي يبذل رجالها كل الجهود لتأمين البلاد والعباد،ويرى المستشار مرتضى منصور أن عودة الجماهير مهمة مع استئصال  وإبعاد الفئة الضالة التي تضيع حقوق الجماهير الحقيقية وتحرمها من تشجيع فرقها.. ويرى متفائلون أن عودة الجماهير للملاعب ضرورية ، ولكن يجب وضعها في إطارها الصحيح... وعلى الأندية وجماهيرها أن تعرف أن العقوبات لن تقف عند حدود الغرامات المالية مهما كان حجمها ، فنتائج الفرق يجب أن ينعكس عليها ما يحدث في المدرجات ، وقد تصل العقوبة إلى خصم عدد كبير من النقاط أو الهبوط إلى الدرجة الأدنى ، هذا إلى جانب السرعة في إصدار قانون شغب الملاعب وتفعيله، وهذه الأشياء مهمة من وجهة نظر المتفائلين ولكنها تحتاج إلى وقت طويل نسبياً لتنفيذها!!!. وفى استعراضنا لمسألة عودة الجماهير للملاعب يجب تحكيم العقل والمنطق بما يعود على البلاد والرياضة بما يفيد ولا يضر وعمل دراسة متأنية لكل ما يحيط بعملية التشجيع والتوترات المصاحبة ، وتكوين وروابط حقيقية لها ارتباط عضوي وفعال مع المسئولين بالأندية والقيادات الأمنية،  كما يجب البحث لإيجاد أسلوب مغاير وفعال في تعامل رجال الأمن مع جماهير الكرة فبدلا من التنافر سنجد بالتأكيد وسيلة للوصول لمحطة مشتركة بين الطرفين.  وكما أشار المهندس محمود طاهر آن على رجال الشرطة الذين يعتز الجميع بدروهم أن يدعوا الجماهير تشعر بالمعاملة الطيبة وهم قادرون على ذلك- في الدخول والخروج أثناء المباريات ، وعلى الجماهير أن تلتزم فى نفس الوقت بالتشجيع المثالي لأنديتها دون التعرض للغير بالإساءة لفظاً أو فعلاً وأن تقدر هذه الجماهير دور الداخلية والجهد الكبير الذي تبذله لتأمين المباريات والآلاف من الجماهير. وأعتقد أن عودة الجماهير للملاعب بصورة شبه كاملة لن تكون قبل النصف الثاني من الموسم الحالي ، وعلى ضوء ما يتم في مباريات النصف الأول من الموسم وما تقدمه الأندية من ضمانات إجرائية وقانونية لمواجهة أي خروج عن الروح الرياضية من جماهيرها . ولاشك أن انتظام المسابقة واختفاء المشاحنات بين مجلس إدارة اتحاد الكرة ولجانه من العوامل المهمة والتي تنعكس إيجابياً على جماهير اللعبة سواء كانت في المدرجات أو في منازلها  وإني أوجه التحية إلى مجلس اتحاد الكرة على قراراته الأخيرة وموافقته على منح لجنة الأندية أحقية إدارة مسابقة الدوري الممتاز واختيار أعضاء لجنة المسابقات ووضع لائحة البطولة باستثناء تحديد عدد الهابطين إلى القسم الثاني في الموسم القادم وحددهم بخمسة أندية وعدد الصاعدين وحددهم بثلاثة فقط على أن يتولى مجلس إدارة الاتحاد تعيين لجنة شئون اللاعبين والحكام دون تدخل من لجنة الأندية لتحقيق مبدأ الشفافية في اختيار الحكام بعيداً عن رؤساء الأندية.