هل في ذلك ايحاء بأن هناك خلافا بين الوزير والزميل الإعلامي وراء الإسراع بضبطه لتنفيذ الحكم أي انها مجرد «قرصة ودن» أو هزار ثقيل حبتين



متي نعمل جميعا كهرموني متكامل ليس فيه نشاز فنحن نواجه إرهابا أسود يستهدف أركان الدولة ولابد أن يقوم كل منا بدوره في مواجهته لا أن ننشغل بقضايا جانبية وفرعية ولن أقول تأدبا «تافهة» بل تصب في صالح أهل الشر.
الرئيس وهو المايسترو قال في كلمته أمام الندوة التثقيفية للقوات المسلحة قبل يومين: نريد بناء وإصلاح العقول والقلوب لتبني ولا تدمر، وتحيي ولا تقتل، هكذا قالها الرئيس.. أفبعد هذا الحديث المعبر عن حكمة ورؤية نجد تصريحا من الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم بان الافضل ترك البنات الصغيرات يعشن حياتهن دون حجاب في المدارس لحين سن البلوغ.
هذا التصريح جاء والعهدة علي ما بث علي أحد المواقع الإلكترونية الشهيرة، مبررا ذلك بأن «الله لم يلزم الفتيات بالحجاب إلا في مرحلة البلوغ».. لن أتطرق للجانب الشرعي فلست مؤهلا له وهو مهمة علماء الدين، لكن أين الحرية الشخصية التي نتشدق بها يا معالي الوزير وماذا يضير العملية التعليمية أن تلبس البنات الحجاب أم لا يلبسنه وهل فرغت كل مشاكل التعليم لدينا لنفكر في ذلك، أليست تلك فرصة سانحة لأعداء الوطن لأن يتهمونا نحن بلاد الدين الوسطي بمحاربة الحجاب.. ثم بالله عليك كيف سيكون معيار المنع؟ أهو تقديم المحجبات لشهادات بلوغ؟.
الأولي بالوزير أن ينشغل بقضايا مهمة في التعليم الذي هو أساس أي تنمية وأي تقدم منشود.. هل وجد الوزير حلا لتسريب الامتحانات في جميع المواد وكل المراحل؟.. وهل وجد حق طلاب متفوقين وفوجئوا بصفر في المائة والمثال الصارخ علي ذلك طالبة المنيا مريم ملاك؟.. هل وجد حلا للمناهج التعليمية المليئة بالحشو والتلقين؟.. هل وجد أماكن جلوس لتلاميذ صغار لايزالون لا يجدون مقاعد ويتلقون دروسهم جلوسا علي الأرض؟.. هل وجدت حلا لمشكلة الدروس الخصوصية وهل وجدت دواء لآلام أولياء الأمور من مبالغة المدارس الخاصة في المصروفات لتزيد بنسبة 40%؟.. والأهم من ذلك كيف سنواجه بعد ذلك دولا غربية تفرض قيودا علي لبس الطالبات المسلمات للحجاب.. وهل وهل وهل؟
وضمن الطيران خارج السرب تلك الزيارة الغريبة لزميل أحبه وأحترمه وهو الكاتب الصحفي والإعلامي مصطفي بكري ومعه شخصية رياضية قانونية حقق انجازا لناديه غاب عنه منذ سنوات طويلة وهو المستشار مرتضي منصور لوزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار للحديث عن واقعة القبض علي الزميل الإعلامي الدكتور توفيق عكاشة لتنفيذ حكم قضائي يتعلق بسب مطلقته.
ماذا يقول عامة الشعب؟ ما بال الوزير بالقبض علي شخص صدر ضده حكم نهائي في قضية شخصية تتعلق بسب مطلقته.. وهل هناك وساطة في أشياء تتعلق بالقضاء ولا علاقة لها بالرأي؟.. وهل في ذلك ايحاء بأن هناك خلافا بين الوزير والزميل الإعلامي وراء الإسراع بضبطه لتنفيذ الحكم أي انها مجرد «قرصة ودن» أو هزار ثقيل حبتين وهل كل من ضبط لينفذ حكما قضائيا نهائيا يمكن لأي أحد الوساطة بشأنه؟.
هذا التصرف وإن كانت نواياه نبيلة وتستهدف الصلح في قضية عائلية لكن ما كان يجب اقحام وزير الداخلية فيها خاصة وأن هناك من يردد أن الإسراع بضبط عكاشة كان بسبب انتقاده للوزير رغم أن الحكم صدر منذ 2012 فلماذا لم ينفذ إلا الآن؟.
بالقطع ذلك ليس مطلوبا ولا ملحا في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها الوطن وينشد العدالة ويري ضرورة أن تأتي القدوة ممن يسمون أنفسهم النخبة وأنه ليس هناك أحد فوق القانون بعد ثورتين مبدعتين.. هذا مع كامل احترامي للزميل الإعلامي توفيق عكاشة وتمنياتي المخلصة له بالخروج من أزمته بأسرع وقت ممكن.
حروف ساخنة:
- الرئاسة تناشد المواطنين عدم نشر برقيات في الصحف للنعي والعزاء في والدة الرئيس عبدالفتاح السيسي منوهة أنه من الأفضل التبرع بأموال النعي لصندوق تحيا مصر.. ألف رحمة ونور علي «أم البطل».
- المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء يزور الأقصر في عز الحر.. رسالة واضحة «زي الشمس» لوزراء التكييف.
- من أنت ومن وراءك؟ سؤال للداعية الإسلامي عثمان عبد الرحيم أمين الهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة، وصاحب الدعوة لتأسيس قاعات سينما ومسارح داخل المساجد.
- في هدوء ودون صخب رحل «أستاذ ورئيس قسم» الصحافة الاقتصادية والإنسانية الكاتب الصحفي الكبير سمير عبد القادر.. وداعا أستاذي، ناظر مدرسة الأخلاق العالية والذوق الرفيع.