موقف غير مسبوق، يقع لأول مرة، عندما طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي من قائد طابور العرض أداء التحية العسكرية للشعب المصري، جاء ذلك خلال خطاب تلقائي رفيع المستوي حافل بالرسائل ذات المضمون الوطني الواعي. منذ سنوات طويلة تتجاوز النصف قرن أحضر حفلات تخرج، ومناسبات عديدة تخص الجيش، اضافة إلي حفلات اكتوبر والعروض العسكرية التي توقفت منذ حادث المنصة، كان حفل الأمس جياشا بالمشاعر وأوجز فيما يلي عددا من الملاحظات: > ليست المرة الأولي يحضر الرئيس السيسي عرضا عسكريا للقوات المسلحة، جميع الافرع الرئيسية ماثلة، المعدات علي اختلاف انواعها، المدفعية، الدبابات، الصواريخ، طائرات الاف 16 تحلق علي ارتفاع منخفض، رجال الصاعقة في ارض العرض، رجال المظلات يهبطون من السماء، لم يعد رئيس مصر، القائد الأعلي للجيش يخشي من جيشه. > رغم رمزية العرض فقد حفل برسائل عديدة أهمها ان تنوع مصادر السلاح قد اصبح حقيقة واقعة. > لفت نظري المعدات العسكرية التي تم تصنيعها بالكامل في مصر، ومنها ناقلة بترول تتسع لاربعين طنا من الوقود ويمكنها تموين خمس عشرة دبابة في وقت واحد، معدات حرب كيماوية ثم تصنيعها بالكامل، مركبات وآليات. > الكفاءة والمهارات العالية خاصة لجنود القوات الخاصة من صاعقة ومظلات، لقد تطورت هذه القوات تطورا كبيرا لتساير العصر. > صور قادة اكتوبر لأول مرة تكتمل مطابقة للتاريخ والواقع، الرئيس السادات القائد الأعلي، المشير احمد اسماعيل القائد العام، الفريق سعد الشاذلي رئيس اركان الجيش. لم يعد في قيادة الجيش علي أي مستوي من لديه أي حساسية تجاه أي انسان أو حدث. > لفت نظري حضور جميع قادة ورموز القوات المسلحة الموجودين علي قيد الحياة كانوا حاضرين، قائد الجيش الثاني من أوقف تقدم شارون إلي الاسماعيلية، الفريق عبدالمنعم خليل، الفريق جلال هريدي مؤسس الصاعقة، الفريق نبيل شكري، قادة الفرق من الجيشين الثاني والثالث، ومعذرة لان الذاكرة تضيق عن استيعاب الحضور، انها المرة الأولي بدون مبالغة التي أري فيها الرموز كافة مجتمعة. ومن رحل عن عالمنا من قادة اكتوبر كانت صورته موجودة. > جاءت كلمة الرئيس التلقائية بليغة، محكمة، تحدث فيها عن رحلته إلي نيويورك ومؤازرة الشعب له، الرئيس ينطق بالصدق لذلك يصدقه الناس، يصل إلي ذروة البلاغة عندما يتحدث تلقائيا، الخطاب تناول اخطار اللحظة الوطنية المصرية تجسدت في تعبيرات الرئيس، تأثرت جدا عندما قال "المصريون كانوا معايا، ماكنتش لو حدي في نيويورك.." > جاءت كلمة القائد العام الفريق أول صدقي صبحي قوية، بمعانيها، بما تحدث به عن مخاطر اللحظة والارهاب، واستعداد الجيش للتضحية. > كعادته ختم الرئيس كلمته بالهتاف ثلاثا تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر في احتفال الأمس تجسدت مصر الآن التي تولد من جديد، مصر نقية، مهد حضارة وينبوع خير للانسانية، مصر التي تفيض قوة وثقة، في كلمة خلال لقائه بالرئيس قال الفريق عبدالمنعم خليل: " لقد فتح الله علي مصر بالرئيس عبدالفتاح السيسي" > كان من اللحظات المؤثرة ظهور ابطال مصر من رجال الجيش الذين اصيبوا في معارك اكتوبر والاستنزاف. حقا.. كانت روح مصر تتجسد من جديد.