تابعت باهتمام شديد الحلقة النقاشية عن علاج مرضى فيروس سى والتى قدمها الإعلامى الرزين عمر الليثى على قناة الحياة الفضائية واستضاف فيها أساتذة من الصحة والصيدلة وتم الإعلان عنها قبل إذاعتها نظرا لأهميتها بالنسبة لمرضى الكبد الذين أتعبهم المرض اللعين والعبد لله واحد منهم؛ صحيح أننى تناولت جرعات العلاج وقضيت ثلاثة أشهر ابتلع أقراص السوفالدى والريبارين وحقن الانترفيرون وحيلى اتهد وفقدت الشهية لكافة أنواع الطعام ولكن كله يهون والدواء دائما مر، وصحيح أننى وكثير من رفاقى الذين تعاطوا معى العلاج الثلاثى أصيبوا بالانتكاسة ولكن المهم أنهم تناولوا العلاج؛ بدأت الحلقة التى أعلن أنها خصصت لشرح أسباب الانتكاسات وتحور الفيروس ولكن سرعان ما تحولت إلى معركة كلامية ومشادات اضطرت مقدم الحلقة إلى الخروج لفواصل إعلانية وكأن الأمر طار بايت بين الصحة والصيادلة، وبعد شد وجذب وتبادل اتهامات انتهت الحلقة دون أية نتائج، فمستشار وزير الصحة الدكتور يحيى الشاذلى ترك موضوع الندوة واتهم شركات الأدوية بغش الدواء وكذلك فعل الدكتور محيى عبيد نقيب الصيادلة الذى طالب بمحاكمة وزير الصحة ومستشاره لشئون الصيدلة بل قال على الهواء إنه يقدم بلاغا للنائب العام ضد الوزير ومستشاره لشئون الصيدلة، والحقيقة أن النتيجة الوحيدة التى خرجت بها من الحلقة أن وزاراتنا وأجهزة الدولة سمك لبن تمر هندى فنقيب الصيادلة قال إن وزارة الصحة أخطأت عندما تعاقدت على السوفالدى وتجاهلت عقار الهرفونى الأكثر أمانا وفاعلية ومستشار وزير الصحة قال اوقفنا العلاج الثنائى عندما علمنا أنه ضار بالمرضى وبعد انتهاء الحلقة ازددت حيرة وغما، أهؤلاء المؤتمنون على صحة المصريين؟ يارب رحمتك، وتذكرت رحلة العذاب التى قضيتها مع الطبيب البارع الدكتور سامى عبد الله صاحب الخلق الرفيع ومازلت أذكر علامات الأسى التى علت وجهه المبتسم دائما وهو يطالع نتائج تحاليل البى سى ار التى أشارت وأكدت عودة الفيروس وحدوث انتكاسة وساعتها قلت له ما ذنب سائق ماهر لمركبة خربانة، ومن شدة ألمى وحزنى على أهل مصر وعلى حالى وجدتنى أضحك من قلبى فقد تذكرت حكاية الرجل الذى دخل مولا من 12 طابقا ليس به مصعد واستقبلوه أحسن استقبال وفى الطابق الأول سأل عن قسم الملابس والأحذية فقالوا له اسأل فى الطابق الثانى وفى الثانى قالوا اسأل فى الثالث وهكذا حتى وصل الطابق الأخير فاعتذروا له وقالوا نحن نبيع الأطعمة فقط.. بس إيه رأيك فى النظام.