صحيح محلب كان يتمتع بضجيج كبير، وجولات ، وتحركات، وتصريحات، وكلام معسول، لا فائدة منها ولاطائل من ورائها لم يجنى المواطن منها شيئا، فمازالت مشاكلنا، كما هى لم يحل منها شىء.
وصحيح أنه ما كان يتمتع به محلب، قلده فيه باقى وزرائه، فمنهم من كنت تجده فى الحقل يجلس على شاطئ ترعة.. ومنهم من تجده فى مستشفى، أو فرن، أو مستودع أنابيب .
ورحل محلب وجاء شريف إسماعيل.. على النقيض تماماً.. فهو يختفى بالايام، وتختفى معه أخباره وأخبار حكومته ، ووزراء إسماعيل طبعا يقلدونه... إذا اختفى يختفون، وحينما يظهر يظهرون.. فالوزراء لدينا على دين رئيسهم .
إسماعيل أكتفى بجولات على الوزارات لاحضار برنامج الحكومة !!
أليس من الافضل ان تعقد هذه الاجتماعات فى مكتبك ياسيادة رئيس الحكومة.. وما الفائدة فى ذهابك إلى هذه الوزارات؟! ألا يستطيع الوزراء احضار برامجهم إليك، إذا كان لديهم برنامج من اساسه.. هذا هو المنطق.
اعلم أن برامج الوزارات تم اعدادها من خلال حصر لكل الملفات المفتوحة لحكومات سابقة.. وهى بالطبع سوف تحتوى على مشاكل كلنا نعلمها جيدا، حتى ان الطفل فى بطن أمه يعلم المشاكل التى سيواجهها عند مولده.. وسوف تأتى الحلول فى كلمات فضفاضة معسولة.. دون منهج أو ميعاد زمنى لحلها.
فبعد شهرين من مجىء إسماعيل استطيع ان أقول انه يفكر ويفكر ويظل يفكر، ومازال يفكر حتى الآن.... ومش عارفين حتى الآن هو بيفكر فى إيه ولاهيخلص تفكير أمتي!
هو رئيس وزراء من اصحاب مدرسة الصمت، لايتحدث الا قليلا.. وقد يكون هذا ليس عيبا أو قصورا.. ولكن ما هى نتيجة هذا الصمت.. فماذا يعمل؟ سوى انه يذهب فى جولات مكوكية لاحضار بيان الحكومة ، لتقديمه للبرلمان،.. صحيح هذه سنة جديدة وابتكار لم يكن موجوداً من قبل.. ولكن ماوجه الاهمية ان يذهب رئيس الوزراء بنفسه لاحضاره؟.. خاصة ان هذا البرنامج مجرد تحصيل حاصل.. فقط ليقول رئيس الوزراء ان حكومته لديها برنامج أو رؤية ليتخلص من اللعنة التى لحقت سابقه وحتى لا توصف حكومته بانها بدون رؤية ـ والواقع يؤكد ان حكومة اسماعيل ايضا بدون رؤية.. وان ما يفعله لن يغير من الامر شيئا.. فأى حكومة تتولى يجب ان تعلن برنامجها ورؤيتها للمرحلة التى هى فيها.. إلا عندنا.. تأتى الحكومة بدون رؤية.. ويلف رئيس الوزراء يستوضح الرؤية.. ويكون هذا هو مغذى كل عملها وهمها.
وإذا كانت الحكومة قررت ان يكون اسلوبها هو العمل فى صمت.. فأين العمل الذى تقوم به ومردوده على المواطن؟.. الاسعار مازالت فى ارتفاع، أزمة الدولار مازالت قائمة، القمامة مازالت تملأ الشوارع. جميع الملفات والمشاكل مازالت مفتوحة بل تتطور إلى الأسوأ.. مثل ملف سد النهضة الذى أوشكت أثيوبيا على الانتهاء منه.. أتساءل هل مشكلة السياحة حلت بعقد مجلس الوزراء فى شرم الشيخ وتفتيش الوزراء فى المطار؟!.. هل اكتفت الحكومة بوجبة الاربعة أفراد، التى طرحتها وزارة التموين لضبط الاسعار؟! هل اكتفيت بما أعلنته عند مجيئك رئيساً للوزراء بأنك لاتملك عصا سحرية لحل المشكلات؟! يا سيدى لانريد عصا سحرية، أو حتى مقشة سحرية، نحن نريد آليات وإجراءات محدودة تخرجنا من مشاكلنا على أى مدى زمنى تقدر عليه.. المهم أن تبدأ .
سفسطة
< استحقاقات مؤسسات الدولة تكتمل بمجلس النواب.. اين استحقاقات المواطن؟.. لم يبدأ منها أى استحقاق بعد.
< الرشاوى الانتخابية ∩فلوس، فراخ، لحمة، بطاطين، زيت، سكر∪.. مش عيب فهى كل ما يستفيده المواطن من عضو مجلس النواب الشعب سابقا .
< المال السياسى يشكل البرلمان.. فهل يستطيع هذا المجلس ان يصدر تشريعات لمحاربة الفساد؟!
< وزير الداخلية قال : المواطن على راسى وراس الوزارة.. أتمنى ان يتحول القول إلى واقع حقيقى.. وياريته يكون شعار الوزارة خلال المرحلة القادمة .
ونبقى استفدنا حاجة.