تعاني الهند من مشكلة تتعلق بملف النظافة، تماما مثل مصر، يبدو ان  هذا جزء من قدر دول الحضارات القديمة. هناك من يتبولون في الشوارع، وعلي الجدران ، وأسفل الكباري، تماما مثل بعض الأماكن في القاهرة، التي تحولت الي أماكن عامة لقضاء الحاجة.. يواجهون المشكلة بتنكات مياه تطلق خراطيم مياهها القوية علي الأماكن التي اعتاد المتبولون ان يقضوا حاجتهم فيها، فتغسل الجدران، من القاذورات، ومن البشر القذرين، وهناك مشكلة تتعلق بالنظافة، وبآلية جمعها والتخلص منها، وتسرب القمامة الي الشوارع. نهاية الأسبوع الماضي، قرر رئيس وزراء الهند أن يتصدي لمشكلة النظافة في شوارع بلاده، بكل الوسائل، ويعلن حملة قومية للنظافة في عموم الهند، ولم يجد غضاضة في أن يبدأ بنفسه ويمسك مقشة من جريد النخل ينظف بها الشوارع. المعني هنا هو الأهم، فهذا أكبر رجل في الدولة يبدأ بنفسه، ولك ان تتخيل أن هذه رسالة وصلت ويجب ان تصل الي كل مسئول في عموم الهند، ومن لم تصله الرسالة فلا يلومن إلا نفسه. مصر لديها مشكلة متفاقمة في النظافة، وصلت الي ذروتها في السنوات الأخيرة، وتعايشنا مع القمامة في الشارع، وفي المدارس، وفوق أسطح الجامعات، وأصبحت تلال المخلفات، والقمامة تحاصر المدن، وتغلق الطرق الدائرية، وحتي اللحظة لم أجد ما يمكن أن نسميه حملة قومية للنظافة في مصر، هل الأمر عار نخجل منه، ونسعي الي إخفائه ؟ واذا كانت الإجابة بنعم، فالمؤكد أن أول الموضوعات التي قد تلفت انتباه اي مراسل لفضائية، أو صحيفة اجنبية في القاهرة هي تلال القمامة ! الحل إذن في مواجهة قومية، يكون ذلك بحملة يتبناها رئيس الوزراء، ويخرج بنفسه بالمقشة.