‬‎‫كانت الإستعدادات للإحتفال بعيد الأضحي المبارك واضحة في كل شوارع القاهرة وأحيائها الفقيرة والغنية علي السواء .  فلم يخلُ زقاق أو حارة أو حتي ميدان واسع من حظيرة مؤقتة أضلاعها ألواح خشبية وأحواض للبرسيم والفول المدشوش والماء.. بينما اطلت منها رؤوس الخراف الملتحمة ببعضها البعض في شجار وصراع فيما بينها.. طمعا في  الوصول إلي أحواض الغذاء.  أحب كثيرا مظاهر العيد عندما يفد بعض الناس إلي هؤلاء الباعة ويصطحبون أطفالهم لشراء الأضحية قبل العيد بأيام لغايات تسمينها .. ويتم البيع والشراء في ظل أجواء مرحة ومفرحة..‬ ‎‫مسكين خروف العيد.. فقد إشتروه من السوق ووضعوه في ساحة مدخل العمارة أوفي المنور أوعلي السطح.. حيث يتعرض الي موجة تدليل هائلة من قبل الاطفال .. هذا يمشط شعره.. هذا يدخل العشب في فمه ويطعمه.. هذا يعطيه الماء بكفه.. ذاك يركب عليه.. وذلك يطبطب عليه.. وأخري تغني له.. سنة حلوة يا جميل ..‬ ‎‫مسكين خروف العيد.. إعتقد أنه أخيرا قد تخلي عن حياة القطيع القذرة حيث لا يأبه له أحد..ولا يهتم به أحد .. وإنما يضطر إلي أكل لقمته بعد الدخول في معركة حادة مع التيوس والكباش يظل دائما الأقوي هو الفائز فيها  ..  يعتقد أنه تخلي عن العنف إلي حياة هنيئة جميلة رائعة .. ينعم فيها بالهدوء والإستقرار والأمن والأمان .. حيث يحيطه الناس بالإهتمام .. ويشعر بأنه كائن محترم وله وزن وأنه محبوب الجماهير..هو أيضا مثلهم ينتظر العيد ..‬ ‎‫مسكين خروف العيد.. لم يكن يعرف أن السكين في إنتظاره صباح يوم العيد ..‬ ‎‫أما كانت حياة القطيع أسلم له؟ هل غادر القطيع أصلا ؟!‬