وتنفسنا الصعداء بانتهاء ماراثون انتخابات مجلس النواب..لنحصل علي الاستحقاق الثالث في خريطة الطريق بعد استحقاقي الرئاسة والدستور..فرح المصريون علي جميع الأصعدة بانتهاء الانتخابات البرلمانية بغض النظرعن السلبيات والايجابيات التي شهدتها جولتي الاقتراع..وكيف ننسي هذا المال السياسي الذي لعب دورا سيئا تمثل في تقديم الرشاوي الانتخابية وتلك المعارك والصراعات الحزبية والقبلية والعائلية في كافة المحافظات السبع والعشرين..وتربص طيور الظلام من مجرمي الجماعات الارهابية الذين لم ينسوا ارتكاب عدد من الاعتداءات الأثمة وكان أخطرها الهجوم الاجرامي علي مقر لجنة الانتخابات بفندق العريش والتي راح ضحيتها شهداء من القضاة والشرطة والجيش ولكن استطاعت مصر بأمنها المخلص أن تعبر بهذه الانتخابات إلي بر الأمان ليشهد العالم كله بنزاهتها وشفافيتها وعدم تدخل الحكومة في سير العملية الانتخابية..نعم نجحت الانتخابات البرلمانية لتقول مصر للعالم أننا نسير علي درب الديموقراطية والحرية رغم معاول الهدم والخراب والدمار التي حاول بها الارهاب الأسود أن يلطخ ثورة الشعب المصري.
نعم أصبح لدينا برلمان منتخب متفق عليه من جميع الفئات الشعبية التي تأمل وتتمني أن يكون هذا البرلمان قادرا علي تلبية الأمنيات في القضاء علي كل هموم الشعب وحسن دراسة القضايا التي تعرقل طريق التنمية والتقدم وأن يتوحد كل نائب مع زملائه تحت القبة البرلمانية بكل معاني الاخلاص لدراسة القضايا التي تؤثر علي الشعب وأن يكون الهدف الأوحد لهم هو وضع الحلول الايجابية لحل مشاكل العيش والحياة الكريمة بتوفيرالسكن الآدمي بعيدا عن العشوائيات وأن يقدموا البرامج السريعة والمدروسة لتوفير فرص العمل الشريفة والقضاء علي معوقات التعليم والصحة بحيث نوفر للمصريين الغد المشرق الذي يستحقونه..نتمني من البرلمان أن نشعر بالتكاتف والمحبة وألا نجد تحت القبة جموعا أو أفرادا متفرقة يختلفون حسب انتماءاتهم الحزبية أو اتجاهاتهم الفردية..لا نريد رؤية تكتلات نسائية أو شبابية أو قبطية أو اسلامية ولا نريد أن ينقسم المجلس إلي عمال وفلاحين ورجال أعمال وحكومة لأن هذة الانقسامات ستجد المجال الكبير لضياع الروح البرلمانية وعدم الاهتمام إلا بالأمور الشخصية والمادية ففي مثل هذه الأجواء المشحونة يتكهرب المناخ البرلماني ويشعر الجميع بداخله وخارجه بالسعي الرديء لكل نائب للحصول علي المكاسب فنراهم يتجولون أثناء الجلسات للحصول علي التأشيرات والتوقيعات من المسئولين والوزراء بغياّ للحصول علي التسهيلات المالية كالقروض البنكية أو شراء الشقق أو الأراضي أو السيارات دون الحاجة اليها سوي تحقيق الثراء الفاحش والسريع باستغلال وجودهم تحت القبة..نتمني أن نسمع عن البرلماني الذي يعود إلي أهل منطقته الانتخابية ولو مرة كل شهر ليجتمع معهم ويسمع همومهم وقضاياهم لنقلها ومناقشتها داخل المجلس فليس من المعقول ألا يري الناخبون نائبهم إلا عند جولة الانتخاب فقط.. نتمني ألا نري النواب الجدد وقد تحولوا إلي ضيوف دائمين في البرامج الفضائية وهم يتحدثون عن كل شيء ماعدا خدمة الجماهير..نتمني أن يكون هذا البرلمان جادا في مسيرته النيابية لأن مصر في حاجة ماسة إلي برلمان حقيقي قوي يحبها ويعشق شعبها ويبني مستقبلها بعيدا عن الجشع والاستغلال...