وسط مشاعر القلق والتوتر السائدة في منطقتنا العربية ومناطق كثيرة من الشرق الاوسط، وغيره من مناطق العالم الذي نعيش فيه، يأتينا عيد الاضحي المبارك الذي اطل علينا بالامس حاملا معه نفحات ايمانية عظيمة مشبعة بدعوات وتضرعات صادقة من قلوب مؤمنة لله عز وجل ان يزيل الغمة ويرفع النقمة وينجي امة العرب والاسلام مما يحيط بها من تهديدات ومخاطر. جاء العيد هذه الايام والامة العربية والاسلامية تتعرض لهجمة شرسة واتهامات ظالمة وافتراءات باغية علي العقيدة والدين، تدعي علي الاسلام بغير الحق ما ليس فيه، وتتهمه بالباطل بما هو براء منه. حل علينا العيد، ودائرة العنف والقتل قائمة علي اشدها في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وبحور الدم تسيل كل يوم والصرعي يتساقطون كل ساعة، وابشع الجرائم ترتكب في كل وقت بسلاح وايدي من يدعون بغير علم انتسابهم للاسلام ومعرفتهم به،..، بل والادهي والامر من ذلك كله انهم يكفرون كل ما عداهم ويحلون دم كل من لا يطيعهم. ولا مبالغة في القول علي الاطلاق، باننا نعيش هذه الايام فترة من اخطر الفترات في تاريخ امتنا العربية والاسلامية بقياس الاثار المتوقعة والنتائج المنتظرة، وبرصد المتغيرات التي تلوح ظلالها في الافق، والمستجدات التي تكاد ملامحها وخطوطها تظهر من بعيد، وتقترب منا يوما بعد يوم، بل لحظة بعد اخري. ومن المؤكد ان المتغيرات قد لا تكون إلي الافضل وكذلك ايضا المستجدات، طالما كان الواقع سيئا والمستقبل يحوطه القلق ويخيم عليه عدم الاستقرار، في ظل غياب القدرة علي الرؤية الصحيحة، وغيبة التقدير الصائب والتحرك الايجابي والتفاعل النشط. وفي ذلك لابد ان نتفق علي صحة التقدير الانساني والحساب البشري، الذي يشير إلي ان المقدمات تؤدي إلي النتائج وان النهايات تتحدد ملامحها وترسم خطوطها من خلال البدايات وعلي اساسها ووفقا لسير الاحداث وتطورها. ومن هنا فان نظرة متأملة للواقع الجاري علي الارض العربية الان تكفي للالمام بقدر الخطر الذي نتحدث عنه، والدلالة علي مكامن هذا الخطر والاحاطة بأسبابه ودواعيه،...، بل وتكفي ايضا للتعرف علي الظلال والملامح والخطوط التي تلوح في الافق وتكاد تدق علي الابواب.