إن من حق الدبلوماسية المصرية التي يتولي قيادتها حالياً الوزير سامح شكري ان تلقي كل الاشادة والتقدير علي مبادرتها عالية المستوي الاخلاقي والمتسمة بالعرف الدبلوماسي الرفيع في معالجاتها للسلوكيات الخارجة من جانب مؤيدي وعملاء جماعة الارهاب الإخواني. وفيما اصبح معروفاً وملموسا حول تناقصها وتضاؤلها  فإن الدلائل تؤكد أنها اصبحت محصورة حالياً في الموتور التركي أردوغان الحالم بالخلافة الإسلامية ومقرها تركيا  وفي الاقزام أثرياء غاز الارض القطرية الذين اصابتهم لوثة البحث عن دور يمنحهم الاحترام المفقود علي الساحة العالمية. الحقيقة أنه قد أثار اعجابي الشديد رد الخارجية المصرية علي الخطاب الخارج عن حدود الادب والاعراف الدولية الذي القاه أردوغان أمام البرلمان التركي والذي يعد تكرارا للبيانين اللذين سبق أن صدرا عنه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة وفي المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في اسطنبول. لقد اتسم رد الخارجية المصرية بالعراقة الدبلوماسية والموضوعية في استعراضه لحقائق الامور لما يجري علي ارض الواقع في دولة ثورة ٣٠ يونيو المصرية. قال الرد إن اردوغان حزين وأنه اصبح فريسة للاحباط نتيجة النجاحات التي تحققها مسيرة الثورة المصرية يوما بعد يوم. إنه يشعر بالأسي ويقتله الاحساس بالفشل وهو يشهد تحرك الدولة المصرية بثقة وثبات نحو تحقيق الاستقرار والانطلاق علي طريق التقدم. أشار الي أن ما يثير حفيظته هذا النجاح الذي تحققه مصر لاستعادة مكانتها الاقليمية والتاريخية بما يجعلها تضطلع بدورها المستحق في تعاملاتها مع قضايا المنطقة والعالم. لقد أكد الرد أيضاً أن هذيان أردوغان لا يمكن ان ينال من حضارة مصر المستمدة من التاريخ الانساني. اضاف بأن مثل هذه المحاولات اليائسة والبائسة لا يمكن أن يكون لها ادني تأثير علي إرادة الشعب المصري الصلبة التي تتوافق مع إمكاناته وعمق حضارته وإنجازاته في الماضي والحاضر. قال رد الخارجية إنه لا يحق لاردوغان وهو يمارس كل انواع الاستبداد الداخلي في تركيا أن يتحدث أو يدافع عن الديمقراطية المزعومة من وجهة نظره. لا جدال أن هذا الرد القوي الذي يعد امتدادا واضافة لما سبق من ردود للخارجية المصرية يؤكد الاصرار علي الوقوف بالمرصاد دفاعاً عن الثورة المصرية ومواقفها التي تستهدف الصالح الوطني المصري. من المؤكد ان مضمون الردالذي جسد المهنية والحرفية الدبلوماسية قد افحم هذا الاردوغان وضاعف من غيظه وحنقه٫. انه يعد اضافة للموقف الذي عكسه خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي امام الجمعية العامة للامم المتحدة عندما ترفع عن الرد علي اساءات الرئيس التركي تمثل ذلك في  جنوحه الي التأكيد علي اخوية وعمق العلاقات مع الشعب التركي والتي لا يمكن ان تنال منها تجاوزات اردوغان. ليس هناك ما يقال أمام حالة الهوس التي يعاني منها هذا الرجل الاردوغاني سوي الدعاء بأن يهديه ربنا ويعيد اليه نعمة العقل. استجابة المولي لهذا الدعاء ربما تجعله يدرك ان استمرار السير في طريق الخطأ والضلال لن يجني من ورائه سوي ان يأتي اليوم الذي يقع فيه في شر أعماله وهو قريب بإذن الله.