حتي في الأضحية يغلب علي الكثيرين منا الأداء الاستعراضي للشعيرة ولا نلتف كثيرا لما نخلفه من آثار ضارة بالمجتمع تنافي تماما ما شرعت من أجله الأضحية.. فيتم الذبح جهارا وسط الميادين والشوارع والحواري ويتحلق الكبار والصغار حول الذبيحة التي تحاول الإفلات وهي تري السكين تسن أمامها بيد من لطخت ملابسه بالدماء.. وفجأة يهجم عليها بلا رحمة فتندفع الدماء منها لتغطي الأرض وهي تفرفر وسط إعجاب المارة والواقفين.. مشهد يتكرر في كثير من شوارعنا وحوارينا بلا سؤال حضاري.. هل تم كشف طبي علي الذبيحة وثبت خلوها من الأمراض خاصة أنها تذبح خارج السلخانة؟  وهل اطمأنت الذبيحة علي حسن ذبحها..؟ نعلم جميعا انه يتم النحر علنا بلا أي تصريح من جهة رسمية بالذبح.. وانظر حولك لتجد الذبائح ملقاة يمينا وشمالا مع قدوم العيد ولا مناشدة بمراعاة الاشتراطات الدينية والصحية والبيئية.. وتلقي مخلفات الذبائح فوق الأرصفة ووسط الطرقات لتتصاعد روائحها حتي تزكم الأنوف مختلطة بروائح الدم العالق بالأرض.. ويحرص المضحون علي ترك الدم والمخلفات كإشارة بأنه ذبح وأتم الشعيرة وما عدا ذلك فلا يهم..سبحان الله حرص شديد علي المباهاة وإفراغ الشعيرة من أهم ما ترمي إليه. هل باتت هواية عندنا الابتعاد عن معاني ومقاصد شعائرنا فبدل من أن يكون كبش العيد عبرة لتذكر فداء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام لابنه وكل ما تحمله القصة من معان.. بدل من ان يكون هدفنا الاجتهاد في ايجاد أضحية نتقرب بها إلي الله تعالي وبدل ان يكون سببا لتذكر الفقراء ومسح دمعتهم.. تصبح الأضحية تحمل كل مظاهر اللا تحضر والمباهاة وتحول حياتنا إلي ساحة قتال وبحور من الدماء.