فى الآونة الآخيرة نغمة نشاز تشير إلى ان القوات المسلحة فرضت هيمنتها وسطوتها على الأجواء وهو ما يفسره البعض على انه انقلاب وليست ثورة شعبية وهذا ينافى ويجافى الحقيقة جملة وتفصيلا.. صحيح أن القوات المسلحة هى درع الأمة الواقى وسيفها البتار أثناء الحرب والقتال لكنها تقوم بأدوار فاعلة وإيجابية وبناءة اسهاما فى بناء الدولة وتأسيس المجتمع.. هذه هى الأكاذيب التى حاول الإخوان أو كما اسماهم الرئيس عبد الفتاح السيسى « أهل الشر» قاموا بغرسها فى عقول الشباب والمواطنين البسطاء ليؤلبوا قلوبهم ونفوسهم ضد قواتهم المسلحة.. وأنا من منبرى هذا أحاول أن أصحح تلك الأفكار المغلوطة والمفاهيم الخاطئة ليتأكد الشعب لماذا لجأت الدولة إلى المؤسسة العسكرية لتنفيذ مشروعاتها القومية، وحل المشاكل المستعصية التى وقفت أمامها الحكومة فى حيرة أمام غضبة المواطنين كما حدث مؤخرا فى الإسكندرية والبحيرة.. كذلك المساهمة فى توفير السلع الغذائية وتخفيض اسعارها للتخفيف عن كاهل محدودى الدخل والمعدمين امام جشع التجار..
وعندما نتساءل لماذا اللجوء إلى القوات المسلحة للإسهام فى إعادة بناء الدولة فإننا نرى أن لديها من الإمكانيات والقدرة ما ليس متوافرا فى القطاع المدنى بكل مؤسساته ومجالاته أهمها الانضباط الكامل والالتزام المطلق ، فهى تخضع لقواعد صارمة فى التقييد بالمواعيد والوفاء بالشروط والالتزام بالعهود.. فهى صاحبة كلمة قاطعة لايمكن أن تتبدل أو تتغير ، وليس لديها نزعة للكسب فهى تقدم مالديها دون رغبة فى الربح بقدر مايهمها توفير منتج جيد يمنحها السمعة الحسنة ، ويوفر لها مواصلة القيام برسالتها.. فضلا عن توافر خبراء متخصصين فى كافة المجالات العلمية تحرص المؤسسة العسكرية على تأهيلهم فى أفضل وأرقى الأكاديميات العالمية والمحلية.. كذلك فالقوات المسلحة لديها تجارب سابقة كثيرة فى خبرة تنفيذ أعمال متنوعة فى الميادين المحلية والعربية، لهذا لجأت الدولة اليها لتنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، ومشروعات شرق التفريعة ببورسعيد بأقل الأسعار وأسرع التوقيتات.. كما انتهت من إقامة ورصف 3200 كيلو متر مربع فى العديد من المحافظات كطريق مصر اسكندرية الصحراوى وطريق الإسماعيلية وطريق السويس _العين السخنة وذلك لما لديها من خبرات كبيرة فى شق الترع وإقامة الطرق ورصفها..
وعندما يتساءل البعض لماذا لاتقوم وزارتا التموين والزراعة المختصتان بتخفيض الأسعار وتوفير السلع الأساسية والغذائية للشعب ؟!
نجيب أن بالمؤسسة العسكرية جهازا يسمى «جهاز الخدمة الوطنية « يتضمن مشاريع كبيرة فى كافة المجالات منها مشروعات لتسمين وتربية المواشى والدواجن ، بالإضافة إلى المعامل البيطرية المتخصصة للتأكد من صلاحية المنتج وتوفير العناصر الغذائية اللازمة.. كذلك مزارع لإنتاج الخضروات والفاكهة.. ومصانع كاملة لتوفير المنتجات الغذائية ، ومصانع لإنتاج الحلاوة الطحينية ،والمنتجات الكسائية لتوفيرها لأفراد القوات المسلحة حتى لاتزاحم الشعب فى مقدراته.. وهذا ماتوفره هيئة» الإمداد والتموين « والتى بدأت فى إعداد العديد من الأكشاك الخاصة بالقوات المسلحة مملوءة باللحوم البلدى والدواجن والبيض والخضروات والفاكهة.. كما لديها مصانع لتصنيع الملابس والأحذية لتوفير هذه النوعيات بأعداد كبيرة للمنتمين اليها.. فضلا عن أن لديها أجهزة متخصصة فى مجالات مساعدة مثل النقل والوقود والمركبات والذى يدل على ذلك النجاح الباهر للشركة الوطنية لضخ الوقود للشعب.. وهيئة الإمداد والتموين تتكون من ادارات متخصصة كالتى فى المجالات التنفيذية والحكومية ولكن بصورة مصغرة.. بالإضافة إلى إدارة المركبات والنقل والوقود والخدمات الطبية وإدارة المهمات..
من هذا المنطلق ولهذه الدوافع تلجأ قيادات الدولة للقوات المسلحة لأداء دورها المجتمعى فى حالة السلم.. وليس للقوات المسلحة أى دخل فى إدارة شئون الدولة ،أو حتى استقطاب أعمال تنفيذية مالم يطلب منها هذا.. القوات المسلحة ياسادة أداة مفيدة لخدمة شعبها فهى تعلم أنها ملك لهذا الشعب وأنها تسعى لرد بعض الجميل لهذا الوطن الغالى واذا كانت القوات المسلحة رضيت وقبلت أن تضحى بأبنائها وشبابها لأداء دورها دفاعا عن الوطن فهى سعيدة بما يقدمه أبناؤها من عرق وجهد لبناء المشاريع القومية لهذا الوطن الغالى.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.