قبل ان أحكي ما جري مع الاستاذ الدكتور علي رضوان، يجب أن أوضح من هو؟ وأي قيمة يمثل؟ علي رضوان - مع حفظ الألقاب - هو أكبر عالم مصري متخصص في مصر القديمة الأن، معروف في العالم كما يعرف أكبر علماء المصريات، أرمان ، بتري ، برستن، جان اسمان ، هورننج، سليم حسن، أحمد فخري، وغيرهم، يلقبونه بشيخ الاثريين، يحمل درجة الاستاذية منذ خمسة وثلاثين عاماً. ولد في الاسماعيلية عام ١٩٤١، تخرج في كلية الاداب، القاهرة  ١٩٦٢، حصل علي الدكتوراه من جامعة ميونيخ بألمانيا، عاد الي أرض مصر ليقوم  بالتدريس في جامعة القاهرة، اصبح رئيسا لقسم الاثار من عام ١٩٨٠ وحتي  ١٩٨٧. ثم عميدا للكلية منذ ١٩٨٧ وحتي ١٩٩٣ أبحاثه عديدة، عميقة. معروفة علي مستوي العالم، تخصصه تاريخ الفن وبالتأكيد هو أهم عالم في هذا الحقل، عرفته اوائل التسعينات عندما اتجهت معه الي مكتب النائب العام لنقدم - مع مثقفين وعلماء منهم د. محمد الكحلاوي، د. مختار الكسباني، الشاعر فاروق جويدة، الأدبية سكينة فؤاد - بلاغا حول قرار وزير الثقافة وقتئذ بنقل متحف الفن الإسلامي الي أحد مباني القلعة، ارتبطت به منذ ذلك الحين، وهو مدافع صلب عن تراث مصر. ومنذ الثمانينات يشغل عضوية المجلس الأعلي للآثار، ورغم خلافه مع فاروق حسني الذي وصل الي النائب العام. الا أن فاروق حسني لم يقدم علي أي اجراء ضده، ولم يعزله من عضوية المجلس، وكان يقول له دائماً لقد أختلفنا ولكنني لا استطيع المساس بأكبر قيمة اثرية في مصر. هذا العالم الجليل هاله ما يحدث في مجال الاثار الآن، علمت من زملائي أنه اعترض علي سفر قطع نادرة جداً إلي اليابان في المعرض الذي تم الاتفاق عليه مع إحدي شركات الاعلانات. يوم الثلاثاء الماضي، توجه الي مكتبه بجامعة القاهرة، فوجئ بالساعي يقدم اليه ورقة بدون مظروف، عبارة عن خطاب من وزير الاثار الحالي، يخطره فيه أنه تم الاستغناء عن خدماته، واستبعاده من المجلس الاعلي للآثار. هكذا يعامل أكبر عالم آثار مصري في مصر من الوزير الحالي، اضع هذه الأمور تحت نظر المهندس ابراهيم محلب، ليس لفجاجة التصرف وغرابته، إنما لدلالاته ارجو من المهندس محلب أن يسأل: من هو علي رضوان؟ وأن يحاول الوقوف علي الاسباب التي لم يذكرها الوزير في قراره أرجو من المهندس محلب أن يقوم بزيارة هرم سقارة الذي اصبح حديث العالم بعد ان تم ترميمه بشكل خاطئ، ان يشكل لجنة محايدة من علماء مشهود لهم من مصر وخارجها لدراسة حالة أقدم بناء في العالم. أما العالم الجليل الذي تفخر به مصر والتي قدرته ومنحته  أعلي جوائزها. من التشجيعية إلي التقديرية إلي النيل فأقول له: يا سيدي، لا تهن ولا تحزن.