شيء طبيعي جداً أن تأتي تعليقات القيادات الإسرائيلية علي خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) امام الجمعية العامة للامم المتحدة تجسيداً لاسلوب العصابات التي تمرست القيادات الإسرائيلية علي ممارسته في تعاملهم مع أحتلالهم للارض الفلسطينية. لم يكن غريبا التزام نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل انطلاقا من هذه الصفة ومعه زميله العصابي المتمرس ليبرمان وزيرخارجيته. أليس شيئا كوميديا يثير الضحك المتسم بالمرارة ان يصف هذان  البلطجيان مطالبة ابو مازن في خطابه بضرورة أن تتبني الامم المتحدة موقفاً يتفق ويتوافق مع مواثيقها يدعو إسرائيل إلي انهاء احتلالها الاسود للارض الفلسطينية بأنه عنصرية!! اذا كانت المطالبة بالحقوق المشروعة عنصرية في نظر هذين المجرمين فبماذا يمكن وصف ما قامت وما تقوم به اسرائيل من جرائم تقشعر لها الابدان ضد الشعب الفلسطيني. ان هذه الاعمال العدوانية الوحشية تتعارض وتتناقض مع كل مواثيق الامم المتحدة ومبادئ حقوق الانسان. لم تكتف اسرائيل بهذا الهراء الذي تحاول ان تخدع به العالم وانماً اضافت الي ذلك ما يجعل الامر في قمة السخرية حيث زعم كل من نتنياهو وليبرمان ان معني كلام ابو مازن في الامم المتحدة أنه يرفض الدعوة لاقامة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. الاغرب من هذا رد الفعل الأمريكي حول خطاب ابو مازن أمام الجمعية العامة للامم المتحدة هذا الذي صدر عن إدارة أوباما التي تقف وراء جرائم اسرائيل مؤيدة وداعمة. تجلي ذلك فيما صدر عن المتحدث الرسمي باسم الخارجية حول خطاب الرئيس الفلسطيني لانه تجرأ وطالب بانهاء احتلال اسرائيل للارض الفلسطينية. تعمدت هذه الادارة ان تتنكر وتتغافل عن حقيقة أن هذا الاحتلال يعد الظاهرة الوحيدة الباقية علي مستوي العالم.. تناست أنها صاحبة مشروع الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية والذي يعد انهاء الاحتلال الركيزة الاساسية لتحقيقه. المؤسف حقا أن إدارة أوباما التي تمثل الولايات المتحدة دولة القطب الواحد تدعي وتزعم قيامها بدور الوسيط لتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. هل هناك فجر أكثر من هذا الذي تتعمد واشنطن ان تمارسه في شأن القضية الفلسطينية. ليس من وصف يليق بما صدر عن تل ابيب وواشنطن بشأن خطاب ابو مازن سوي أنه نكتة بايخة بكل المقاييس قمة الانحطاط. تجلي ذلك بصورة فجة في موقف أوباما من العدوان البربري الاسرائيلي. لقد امتنع هذا العميل الصهيوني وراعي التطرف في العالم عن اصدار أي أدانة او اعتراض علي عمليات القتل التي ارتكبتها إسرائيل ضد شعب غزة وكانت ضحاياها الالاف معظمهم من الاطفال والنساء. هل يمكن ان ينجح اوباما باقناعنا بوجود رغبة حقيقية لمحاربة صنيعته عصابة داعش في نفس الوقت الذي لا تفوت أي مناسبة للتحية والاشادة بالجرائم التي ترتكبها عصابة دولة إسرائيل!