بلغ عدد سكان مصر تسعين مليون نسمة بالتمام والكمال..مبروك علينا يا مصريين حققنا أرقاما قياسية نباهي بها الأمم..صرنا ننافس قوي كبري كالصين والهند في زيادة السكان بدلا من ان ننافسهم في مجال التنمية الاقتصادية والصناعية..وفشلنا في اللحاق بدول بدأت مراحل النمو معنا وحققت معدلات غير مسبوقة مثل كوريا وماليزيا، وما زال السكان لدينا يمثلون مشكلة مستعصية علي الحل..لم تفلح اعلانات حسنين ومحمدين في الماضي في اقناع الناس بتحديد النسل، ولم يقتنعوا بخطب المساجد عن عدم تعارض تنظيم الاسرة مع الشريعة وسواء خصصت وزارة للسكان أو تم ضمها لوزارة الصحة فالنتيجة واحدة..حتي المنح التي تأتي من الخارج لصالح جهود تنظيم الاسرة أنفق معظمها علي أجور العاملين بها وعلي تأثيث مكاتبهم..ورغم أن الحكومة شريكة في المسئولية عن الزيادة السكانية لكنها تكتفي بأن تؤذن في مالطة.
ولحسن الحظ معظم السكان من الشباب الذين يمثلون قوة بشرية لا يستهان بها وتستحق ان تحسدنا عليها دول متقدمة مثل ألمانيا التي شاخت لأن شعبها معظمهم مسنون ففتحت ابواب الهجرة للعقول الشابة ليجددوا دماءهم ويضمنوا استمرار تقدمهم..فنحن أمة فتية وفي عز شبابها لكننا لا نعرف كيف نستفيد من قوتنا ونحسن توظيفها ونوجهها الوجهة الصحيحة.. فنظام التعليم تقليدي قائم علي الحفظ والتلقين وفصول مكدسة ومدارس آيلة للسقوط ومناهج تنتج طلابا بالاعدادي والثانوي لا يجيدون الكتابة مع نسبة أمية حوالي 30% من السكان معظمهم من نساء الريف بالاضافة إلي ظاهرة التسرب من التعليم وهي الباب الخلفي لعمالة الاطفال ولزيادة أطفال الشوارع وكلاهما تعرض ملايين الاطفال للخطر وتجعلهم بذرة صالحة للاجرام.
حتي الفن الذي حاول علي استحياء لفت الانظار للمشكلة السكانية فلم يقدم إلا أعمالا قليلة أشهرها وأكثرها تأثيرا فيلم فاتن حمامة «أفواه وأرانب» فلماذا أهمل كتاب الدراما هذه القضية المهمة لمستقبل مصر؟ وانشغلوا بالقضايا التافهة التي تعكس احوالا سلبية وغير صحيحة عن مجتمعنا..اعتقد ان رسائل تنظيم الاسرة تحتاج إلي تطوير لأنها توجه للجمهور الخاطيء ومادام الطفل مصدرا للدخل للأسر الفقيرة فسوف تستمر في الانجاب وطالما ظل بعض الاباء يجرون وراء انجاب الذكور ولو بعد عشر بنات وطالما ظل الاولاد (عزوة) فسوف نستمر في الزيادة لأن الحكومة لا تضع خططا لتستفيد من الشباب ولا تنظر لهم بالاحترام الكافي.. والله يزيد ويبارك في أولادك يا مصر !