لم يعد أمامنا إلا خيار واحد، البحث عن أفكار جديدة غير تقليدية لتوفير موارد لاقامة المشروعات القومية، والبنية الأساسية والخدمية.
والأفكار ليست حكرا على أحد، ولا مسئولية فرد، ولكنها مسئوليتنا جميعا، مسئولية الطالب والعامل والفلاح، والموظف، وعامل النظافة، وسائق العربة الكارو.. والمشاركة الفعالة منا جميعا هى مفتاح تقدمنا وتجاوزنا لكل العقبات.
المؤسسات الدينية فى مصر بدأت فى التوعية وأصدرت دار الافتاء فتوى تجيز إخراج الزكاة ∩المال وغيرها∪ فى المساهمة فى المشروعات القومية، وأموال الزكاة لو تعلمون تتعدى المليارات، ومن الممكن أن نخصص كل عام لتوجيه الزكاة لمشروع بعينه، فمثلا يمكن أن نوجه زكاة العام القادم لتنفيذ مشروع المرحلة الرابعة لمترو الأنفاق وأنا على يقين أنه يمكن تغطية نفقات هذا المشروع بالكامل من أموال الزكاة.
ولكنى أعتب على المؤسسة القبطية فى مصر الممثلة فى الكنيسة، التى طالما شارك اخواننا المسيحيون فى كل القضايا الوطنية منذ ثورة ١٩١٩ حتى ثورة ٣٠ يونيو المجيدة، فلم أسمع عن مبادرة من البابا يدعو فيها المسيحيين لإخراج ∩العشور∪ فى تمويل المشروعات القومية، كما فعلت المؤسسة الدينية الإسلامية، وللذين لا يعرفون فإن الاخوة المسيحيين يدفعون عُشر الدخل الشهرى لكل مسيحى للكنيسة.. التى توجهها بدورها إلى مجالات الخير والمساعدات الإنسانية والمشروعات الدينية.
وظنى أن الكنيسة لو قامت بهذه المبادرة على لسان البابا سيكون لها رد فعل إيجابى، وستساهم فى ترسيخ مبدأ المشاركة الحقيقي، وستعلى مبدأ أن مصر فعلا وطن يعيش فينا كما كان يقول البابا شنودة الراحل.
وسأكرر ما اقترحته من قبل فلو قامت المؤسستان الدينيتان الأزهر والكنيسة بعقد اجتماع مشترك لموضوع محدد وهو الاستغناء عن الطاقة الكهربائية التى تمد بها الحكومة المساجد والكنائس، ليتم الاعتماد على الطاقة الشمسية من خلال إقامة خلايا شمسية فوق أسطح الكنائس والمساجد وكلها فى أماكن ∩مستقبلة للشمس∪،على أن يتم إقامة هذه الخلايا من تبرعات المصلين فى المساجد والكنائس، فإن هذا المشروع سيوفر الطاقة الكهربائية لاستخدامها فى مشروعات قومية وخدمية، وستكون المساجد والكنائس قدوة للمواطنين (مسلمين ومسيحيين) فى استبدال الطاقة الشمسية بالكهربائية، دون خطب فى المساجد أو مواعظ فى الكنائس.
عشرات الأفكار والطرق تجعلنا نوفر لبلدنا، ونساعد بلدنا ولكن ينقصنا أن نرتب هذه الأفكار، وأن نجد من يسمع هذه الأفكار وينفذها.
البلد لن يقوم إلا بكل المصريين.
آخر كلمة
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.