الإهمال وعدم الانضباط والتسيب، فضلاً عن الفساد السائد والمنتشر في المحليات، والمستشري في الإدارات والمديريات العامة بالمحافظات، هو العامل الخفي والمعلن وراء جميع المشاكل والكوارث القائمة والمنتشرة بطول البلاد وعرضها، وهو السبب الرئيسي وراء حالة الإحباط والبؤس التي تصيب المواطنين باليأس وفقدان الأمل في تغيير حالهم إلي الأفضل، وإمكانية تعديل أوضاعهم إلي الأحسن. نحن لا نتجني في ذلك القول علي هذه المحليات أو تلك المديريات، ولا نتهمها بالباطل، لا سمح الله، ولكننا للأسف الشديد، نُقرُ بالواقع القائم علي الطبيعة، والموجود علي الأرض داخل المحافظات، وهو واقع مُر ومُحبط، ولابد من مقاومته بكل الجدية والعزم والإصرار، إذا ما أردنا حقاً وصدقاً النهوض مما نحن فيه، وتحقيق طموحاتنا وآمالنا في دولة مدنية حديثة تقوم علي الحرية والديمقراطية، والكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون. ومن لا يُدرك ذلك أو يُنكرهِ بحُسن نيَّة أو بغير ذلك، عليه أن يبحث لنا عن السبب وراء صور الفوضي والإهمال والتسيب المنتشرة في المحافظات، والمتمثلة في العشوائية الضاربة أطنابها في كل مكان، والظاهرة بفجاجة في الاعتداء المستمر علي الرقعة الزراعية، وعمليات البناء الجارية ليل نهار عليها، والتي تزداد وتتسع رقعتها في الأعياد والإجازات، تحت عين ونظر كل المسئولين عن الإدارات والمديريات بالمحافظات، التي تتغافل عما يجري ويتم. وعلي هؤلاء أيضاً أن يُفسروا لنا أسباب تدهور حالة جميع المرافق والخدمات في المحافظات، ابتداءً من مرافق مياه الشرب والصرف الصحي، وانتهاءً بالمستشفيات، مروراً علي الطرق والكباري، والنظافة،...، وغيرها وغيرها،...، كما أنَّ عليهم أن يجدوا لنا إجابة مقنعة عن الأسئلة وعلامات الاستفهام العديدة، التي تطوف برءوس جميع المواطنين في المحافظات عن السِّر وراء انتشار صور القُبح واختفاء صور الجمال، وتكدس أكوام وتلال المخلفات والقمامة في كل الأماكن. أما السادة المحافظون، فعليهم الإجابة عن سؤال واحد يتردد علي ألسنة جميع المواطنين في محافظاتهم، وهو: لماذا تصمتون علي ازدياد وانتشار ظاهرة السحابة السوداء التي تكاد تخنقنا وتُزهِق أرواحنا.؟! (وللحديث بقية)