في الشأن السياحي الذي يمثل تعافيه وانطلاق أنشطته.. أملنا في تصاعد مكانتنا الاقتصادية والاجتماعية أسعدني تجدد الحديث عن حدث سياحي دولي كبير من المقرر أن تشهده مصر سنويا بدءا من عام ٢٠١٦. هذا الحدث أشار إليه هشام زعزوع وزير السياحة في خطابه بمؤتمر المال والاقتصاد ويتعلق ببدء خطوات عقد أول دورة في افريقيا لبورصة برلين الدولية للسياحة . يتضمن الاتفاق ان تعقد هذه البورصة سنويا بمصر في شهر يناير بهدف تنشيط السياحة اليها وإلي دول القارة السوداء. ويقول محمد جمال المستشار السياحي المصري في ألمانيا إن اتصالات ومباحثات سيجريها الوزير هشام زعزوع مع ممثلي بورصة برلين خلال الاسابيع القادمة بعد اختتام أعمال بورصة سنغافورة التي تبدأ فعالياتها يوم ٢٢ أكتوبر الحالي. كلنا أمل في أن تتوافر الظروف أمنا واستقرارا لإتمام الاستعدادات والتعاقد مع البورصة خلال الاسابيع القادمة بإذن الله تعالي. كان قد قام بمبادرة الاتفاق عليتنفيذ المشروع  منير فخري عبدالنور وزير الصناعة حاليا وقتما كان يشغل منصب وزير السياحة قبل ان تتولي جماعة الارهاب الاخواني مقاليد الحكم عام 2012. جري ذلك خلال انعقاد بورصة برلين 2012 والتي تم فيها اختيار مصر ضيفة الشرف. *** كما هو معروف فإن بورصة برلين هي أكبر وأضخم حدث سياحي تسويقي وترويجي علي مستوي العالم. وقد كانت مصر ضمن 10 دول شاركت في أول بورصة جري عقدها في برلين عام ١٩٦٦ باعتبارها أهم وأعظم مقصد سياحي ليس علي المستوي الافريقي فحسب وإنما علي مستوي العالم كله بما تملكه من إمكانات تراثية وتاريخية وطبيعية.  وقد كان لي شرف المشاركة فيها ممثلا لأخبار اليوم ضمن ١٢ صحفيا من كل أنحاء العالم وجهت لهم الدعوة لحضورها. إنه وبإتمام خطوات إقامة هذه البورصة تصبح مصر الدولة الثانية التي يقع عليها الاختيار لإقامة  هذا الحدث سنويا خارج الاراضي الألمانية بعد سنغافورة. إنها بذلك سوف تكون مقرا دائما للبورصة رقم ٣ التي تقام علي مستوي العالم. من المتوقع أن تشهد صناعة السياحة المصرية بعد نجاح هذه الخطوة التي ستتولي الاعداد لها وتنظيمها هيئة بورصة برلين..  نقلة نوعية هائلة سوف يترتب عليها تغييرات جذرية في مستقبل مصر السياحي. *** لا جدال أنه سيكون نجاحا كبيرا لهشام زعزوع أن يتحول هذا الحلم إلي حقيقة. وقد جاءت فكرة تبني هذا المشروع الرائد في وقت كانت السياحة فيه ضحية لأنواء ثورة٢٥ يناير التي نجحت العصابة الاخوانية في سرقتها من الشباب الذين قاموا بها والانحراف بأهدافها . من المؤكد أن ما شهدته مصر من تخريب ودمار وقت الحكم الاخواني كان وراء تلاشي التفكير في متابعة تنفيذ هذا المشروع. كان من الطبيعي أن يتم احياء المشروع بعد قيام ثورة ٣٠ يونيو التي خلصت مصر من الحكم الاخواني الذي استهدف القضاء علي هذه الصناعة الواعدة للاقتصاد القومي المصري. *** يأتي تحرك هيئة بورصة برلين السياحية الألمانية لإتخاذ اجراءات اقامة بورصة مصر السياحية بالاتفاق مع وزير السياحية المصري.. بعد أن تمكنت دولة ثورة ٣٠ يونيو من ارساء دعائم مؤسساتها الدستورية. تمثل ذلك في إصدار الدستور الجديد واجراء الانتخابات الرئاسية بشفافية ونزاهة اسفرت عن اختيار عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر. من جهة اخري فإنه سوف يكون لمصر مجلس نيابي منتخب خلال الشهور القادمة وبانتهاء هذه الخطوة تكون مصر قد استكملت خريطة طريقها بإقامة دولتها الديمقراطية. هنا لابد ان اقول أنه ما كانت هذه الهيئة الألمانية التي لا تنفصل عن فكر واستراتيجية الدولة الالمانية ان تقدم علي استكمال اجراءات اقامة مشروع بورصتها الافريقية في مصر اذا لم تكن قد حصلت الضوء الاخضر من حكومتها . حتي الان مازالت  المداولات تدور حول المدينة المصرية التي تقام فيها البورصة.. هل هي القاهرة أم شرم الشيخ؟ اعتقد أن الاتجاه الغالب أن تقام في القاهرة بما تملكه من إمكانات ومقومات تضمن نجاح هذا العمل الكبير.