يري عالم النفس »ألفريد ادلر»‬ احد ثلاثي أقطاب علم النفس الحديث »‬فرويد - يونج - أدلر» ان المجتمع البشري حتي يستمر وينتج سعادة ورفاهية لأبنائه عليه التعامل مع ظروفه الاضطرارية الثلاثة.. وهي ظروف مجبر عليها ولا حيلة له فيها غير التعامل معها.  الظرف الاضطراري الأول أننا نعيش علي سطح كوكب الأرض وعلينا أن نتواءم مع ما يوفره لنا ذلك الكوكب للحياة فيه ونعمل علي تطويره واستخدامه أحسن استخدام في حدود معارفنا المكتسبة دائما وعلينا تطوير أجسامنا وعقولنا حتي نستمر في الحياة علي الأرض. أما الظرف الاضطراري الثاني فهو أن كل واحد منا عضو في جماعة البشر ووجودنا مرتبط بوجود الآخرين معنا ومن المستحيل علي أي فرد تحقيق تطلعاته وأهدافه في الحياة بمفرده.. ومن ثم عليه تقبل التنوع في الآراء والثقافة وفي تطلعات البشر نحو الحرية والعيش في سلام مع وجود الآخر وحفظ حقه في التواجد معه وبما يحمل من اختلافات نوعية.. وليس من قبيل المستغرب انه إذا حاول فرد ما العيش بمفرده ومواجهة الحياة ومشكلاتها بمفرده سينتهي به الأمر إلي العجز والفناء وحيدا. أما الظرف الاضطراري الثالث أن الجنس البشري يتكون من رجل وامرأة وبقاء هذا الجنس واستمراره يعتمد علي كل منهما وعليه فإن مشاكل الحب والزواج والإنجاب ناتجة عن هذا الظرف الاضطراري. هذه الظروف الثلاثة الاضطرارية تحتم علينا مواجهتها بكل شجاعة ولا نملك غير ذلك.. فعلينا ان نجد وظيفة تمكننا من الحياة في ظل قيود كوكب الأرض ثم التعاون مع بقية افراد البشر بحيث نفيد ونستفيد والظرف الثالث يحتم علينا ان يتسع صدرنا لحقيقة وجود رجال ونساء واستمرار الجنس البشري يعتمد علي العلاقة بين النوعين.. وأظن معظم مشكلات البشر أنهم يواجهون هذه الظروف وكأنهم غير مجبرين عليها وانها ظروف غير ملزمة ويمكن إنكارها لأنها ظروف اضطرارية..!