للأسف تمر علينا أحداث مهمة، ولا نلتفت إليها، إما عن جهل، وإما لأن ضغوط الحياة افقدتنا القدرة علي الإندهاش أو التعجب، كل شيء أصبح في عرفنا ( عادي ) وليس فيه جديد، وهذه مأساة أن نفقد القدرة علي الفرح والحزن والتعجب، لا أريد أن أقول اننا »نحسنا« فهذا قد يكون استخداما في غير محله، وأنا أريد ان اتكلم عن شأن ثقافي وديني وحضاري، مصري. انه افتتاح الكنيسة المعلقة بعد 16 عاما من ترميمها بأموال المصريين، ولو عرفنا أن الغالبية العظمي من المصريون مسلمون، فهذا يعني ببساطة أن من رمم الكنيسة المعلقة هم المصريون من المسلمين، ولا أريد أن أقف كثيرا أمام القيمة العظيمة التي تمثلها هذه الكنيسة الضاربة في عمق التاريخ الإنساني والمسيحي والقبطي، ولا أريد ان أتحدث عن التحديات التي واجهها خبراء الآثار لكي نستمتع اليوم ببقاء الكنيسة المعلقة لقرون قادمة، فكل هذا علي أهميته البالغة، له أهله الذين يتصدون له أفضل مني بمرات، ولكني أريد أن أتحدث، دون ملل عن التركيبة المصرية الفريدة التي جمعت المسلمين بالمسيحيين، علي أرض هذا الوطن، وهو أمر لم يأت من فراغ ففي القرآن الكريم يقول المولي عز وجل « ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» ويدرك كل قبطي معني « مبارك شعبي مصر» لذلك لم يجد احد كبار الكهنة غضاضة وهو يتحدث عن ترميم الكنيسة أن يحكي أن عمر بن العاص عندما قاد الفتح الإسلامي لمصر، مر من هنا، من حصن بابليون الذي بنيت الكنيسة معلقة فوق برجين من ابراجه، فسماها المصريون بالكنيسة المعلقة. افتتاح الكنيسة المعلقة بعد ترميمها حدث لا يخص أخوتنا الأقباط فقط، بل يخص كل المصريين، بل الإنسانية كلها، فمصر صدرت المسيحية والرهبنة للعالم، تماما كما احتضنت الإسلام، وأصبحت قبلة لصحيح الدين.