هى رنة واحدة عبر تليفونه المحمول.. فأتانى صوته هادئاً رقيقاً رصيناً.. تحدثنا لنتعارف ونتجاذب لأقترب من عقله.. واتفقنا على اللقاء فى القاهرة التى جاء إليها زائراً محباً عاشقاً لترابها.. ولكن لم يأت اللقاء وجها لوجه كما أراد.. قبل عودته إلى لندن التى ذهب إليها منذ أكثر من ثلاثين عاما.. حاملاً فى قلبه الحلم والرغبة والطموح فى تحقيق النجاح.. وبعد رحلة من الكد والعرق والكفاح تحققت بعض أحلامه وطموحاته.
إنه الدكتور حسن عبد ربه المصرى.. الذى كان ضيفاً على المكتبة لمناقشة مجموعته القصصية البديعة ∩هى رنة∪ وحين قرأت سطورها الأولى اكتشفت أنها لم تكن رنة.. بل صرخة.. تحولت إلى مشاهد مصورة تحملها سطور كتابه لأحداث 18 يوما.
جاءت فى لحظة خاطفة من عمر مصر− لتصنع ثورة يناير− سطور القصص تحمل رؤية عميقة مبهرة لمصرى عاش بعيداً عن مصر التى ظلت رغم الغربة والاغتراب فى عقله وقلبه ونبض أيامه.. أذهلنى السرد الهادئ الهادر.. بل أبهرنى.. فتعلقت به.. وقرأت عنه المزيد.. لتتوالى سطور سيرته الذاتية.. فأكتشف أنها أول مجموعة قصصية له.. فهو لم يكن فى يوم من الأيام قاصاً او روائياً او أديباً.
فقد تخرج فى كلية الآداب جامعة القاهرة قسم تاريخ وذهب إلى لندن بحثاً عن ذاته ليحصل على الماجستير ثم الدكتوراه فى العلوم السياسية من جامعة ملبورن بإستراليا وعبر رحلته الطويلة فى بلاد الانجليز لندن وحصل على الجنسية البريطانية ولكن لم يتخل عن جنسيته المصرية التى تربى وعاش فى أحضانها وعشق ترابها وهناك قرر أن يكون وجهاً مصرياً مشرفاً لبلده مصر..
دكتور حسن عبد ربه المصرى.. عقل مازال يحمل فكراً ناضجاً مضيئاً فهو الآن إعلامى ومحلل وكاتب سياسى واستراتيجى متميز.