أحاول أن أرفع يدي الي اعلي..نعم أحاول ..قليلا قليلا ..أرفعها..ها هي تستجيب يدي .. فترتفع .. والله انها ترتفع ..!! إذن سأجرب أن أرفع اليد الأخري ..يا رب ترتفع أيضا ...يا لجمال هذا اليوم ..! إنها ترتفع ..لا أصدق .. سأكون طمّاعة وسأحرك إحدي قدمي .. إنها تتحرك..سأطمع أكثر وأحرك الأخري ..إنها تتحرك أيضا...يا فرحتي ..هذا يوم من الآخر ..!! سأطمع وأطمع وسأقوم من مكاني ..ها أنا أنهض .. لقد قمت.. واقفة كالطود .. بل أقف مثل المسلة الفرعونية..!! سأمارس هذا الطمع كثيرا علي ما يبدو ..سأمشي قليلا ..بل سأحاول أن أمشي ..يلا يلا تاتا تاتا..ما أجمل مشي التاتا تاتا..!! اليوم كله نجاحات !! .. ها أنا أركض ..ها أنا أري كل شيء.. عيوني شغالة .. وها أنا أسمع كل الأصوات ..الأذنان إذن تسمعان.. سأطمع  بأن أصرخ ..صرخت مرة مرتين ثلاثا ..صوتي يملأ المكان .. لساني ليس به عقد الربط .! الآن ..سيكون طمعي الأكبر ..سأفكر ماذا سأفعل بعد كل هذه النجاحات ..؟؟ نعم سأفكر ..ماذا ..؟؟ أفكر..؟؟ من أين يبدأ التفكير ..؟؟ آه .. بتحريك الدماغ ..كدت أنسي ..سأعد عشرة وأفكر..قاطعني جرس الباب ..محصل فاتورة الكهرباء يريد أجرة  الشهر.. رجعت غرفتي وسأعد من جديد ..واحد اثنان ثلاثة أربعة خمسة ستة ..اصدر تليفوني المحمول رنينا .. كانت أمي الغالية تطمئن علي وكأنها استشعرت بفطرتها حيرتي ..  ذهبت لغرفة أخري ..يجب أن أنجح في التفكير ..وسأواصل العد ..ستة سبعة ثمانية تسعة ..سأنجح يلا يلا.. وقبل أن أنطق العشرة انطفأت الأنوار .. قطعوا الكهرباء..بل لم تصل كهرباء الفكرة إلي دماغي .. جلست بخيبة أمل ..وأكيد ذات يوم سأحاول من جديد أن أحرك يدي و قدمي فقط .. فقط .. فقط ...!!!