تعيش الجاليات المنحدرة من الخارج خاصة المسلمين والعرب في فرنسا وأوروبا حالة من القلق عقب إعلان نتائج الجولة الأولي من الانتخابات المحلية الفرنسية وتفوق حزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه اليمينية المتطرفة مارين لوبان.
ومنبع القلق هنا أن مارين لوبان لم تتوانَ يوماً عن إظهار كراهيتها وعنصريتها ضد كل ما هو أجنبي، خاصة تجاه كل ما هو عربي ومسلم، فهي من أشد المعارضين لهجرة السوريين والعراقيين والمسلمين إلي دول أوروبا وأمريكا، ومن المطالبين بضرورة التضييق علي المساجد ومخالفة من يصلي في الشارع تحت اي ظرف من الظروف، كما أن «لوبان» سبق أن استهزأت بالمتدينين من المسلمين وغيرهم، إضافة إلي مواقفها العدائية من الأحزاب المختلفة كالليبرالية والعلمانية والاشتراكية والجمهوريين.
ويتذكّر عرب فرنسا لقاءها التلفزيوني في عام 2013 الذي قالت فيه لرئيس الجزائر «عبد العزيز بوتفليقة» حين وصل باريس للعلاج: اذهب وعالج نفسك في بلدك، لماذا تأتي عندنا؟ ألم نعطكم الاستقلال؟ وشبهت الجزائريين بـ»الجراثيم».
ويتخوف العديد من المحللين الغربيين من ان تقدّم الحزب في الانتخابات يعدّ تقدماً مخيفاً باتجاه زعيمته المتطرفة إلي الانتخابات الرئاسية عام 2017، وهو أن أول قرار ستتخذه هو التشديد علي العرب والمسلمين وإخضاعهم للرقابة ومنع بناء المساجد ودور العبادة والمدارس الدينية والتضييق علي الجمعيات الخيرية ومصادرة الحريات، والإساءة للدول العربية وإلاسلامية وأخري حليفة لباريس.
وتثير لوبان دائما الجدل في تصريحاتها ضد الإسلام والمسلمين وتحريضها علي الكراهية والعنصرية ومعاداتها للسامية، مما دفع عددا من النواب الأوروبيين للمطالبة برفع الحصانة البرلمانية عنها.
واستغلت مارين لوبان وحزبها اليميني المتطرف مخاوف الشعب الفرنسي من الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس 13 نوفمبر الماضي ودعت إلي ضرورة «تحديد العدو» أي «التطرف الإسلامي ليحققوا أهدافهم وأجنداتهم السياسية، ولم تتوان يوما عن إظهار كراهيتها وعنصريتها ضد كل ما هو أجنبي عامة وعربي أو مسلم خاصة.
وأمام البرلمان الأوروبي حثت بلادها علي «تغيير تحالفاتها» لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية من خلال الابتعاد عن السعودية وقطر، والاقتراب من روسيا وإيران.
ومارين لوبان (47 عاما) ابنة اليميني المتطرف جان ماري لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية، والذي قاده طيلة 40 سنة، درست المحاماة ومارستها انتخبت عضوا في الاتحاد الأوروبي عام 2004، وأعيد انتخابها في العام 2009 ومع حلول 16 يناير 2011، أصبحت رئيسة «الجبهة الوطنية»، وشاركت في الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2012، وجاءت في المركز الثالث بعد فرانسوا هولاند وساركوزي.
والسؤال الذي يطرح نفسه الان علي العرب والمسلمين والافارقة.. ماذا نحن فاعلون لمواجهة حالة التطرف النازي هذه؟ وهل لدينا اوراق للضغط لمواجهة لوبان؟
نعم لدينا أوراق ضغط كبري لوقف تواصل هذه النازية المتطرفة، ولنبدأ بادراج الموضوع كبند اساسي ودائم أمام مجلس الجامعة العربية علي المستوي الوزاري والقمة، واتخاذ موقف استباقي من الان واعلانه لرفض هذه التوجهات، ثم نقل القضية إلي المؤتمر الوزاري والقمة لمنظمة التعاون الاسلامي، وعلي التوازي في اجتماعات الاتحاد الافريقي ثم الامم المتحدة التي تناهض اي توجه او سياسات عنصرية تضر بالسلم والامن الدوليين وهما من صميم عمل الامم المتحدة.