لاجدال أن الزيارات الميدانية المتوالية التي يقوم بها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء للمحافظات ومواقع العمل العام لمتابعة ما يجري علي الطبيعة.. تعد جزءا من مسئولياته بهدف المعايشة اللصيقة لمشاكل الناس.  في هذا الشأن فإن الكثير من رؤساء الوزراء السابقين تعودوا عدم الالتزام بهذه الأمور إما للطبيعة الشخصية وإما ترفعا وتجسيدا لمتطلبات »المنجهة»‬. اتصالا بقضية ارتباط هذا السلوك بشخصية رئيس الوزراء فلاشك أن عمل محلب الهندسي الميداني خاصة في مدرسة المقاولون العرب قد جعله يتعود علي ممارسة هذه النوعية من العمل الميداني. لقد غرس هذه النزعة في كل العاملين بهذه الشركة صاحبها ومؤسسها المهندس عثمان أحمد عثمان الذي كان يسعد دائما بلقب »‬المعلم» الذي يتم التعامل به شعبيا في مجالات العمل المختلفة. إن هذه العادة الرائعة التي تولدت عند رئيس الوزراء تجعلنا نخلع عليه بجدارة صفة »‬الفواعلي» الذي كان يشتهر بها المهندس حسب الله الكفراوي الذي تأثر أيضا بالعمل في المقاولون العرب. كان ذلك قبل وبعد أن تولي مسئولية وزارات الإسكان والتعمير واستصلاح الأراضي لسنوات طويلة غالبيتها إبان حكم الرئيس الراحل أنور السادات والبعض منها في فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. تعد هذه السمة الطيبة في أداء المهندس محلب التي شاءت الظروف أن أتعرف به عن قرب منذ سنوات وقتما كان يعمل نائبا للمهندس إسماعيل عثمان الذي تولي إدارة شركة المقاولون العرب لسنوات طويلة. لقد كان من حسن حظ ثورة 30 يونيو التي جاءت لتخليص مصر من كارثة الحكم الإخواني أن يقع الاختيار علي المهندس محلب ليرأس الوزارة الثانية بعد هذه الثورة. كما هو معروف فقد لجاءت جماعة الإرهاب الإخواني وصولا إلي أهدافها غير السوية علي تضليل وخداع الشعب. جري ذلك ضمن مخطط التمهيد والاعداد الذي شمل تقديم الخدمات للمواطنين.  اعتمدت علي الربط بين حرفية التجارة بالإسلام استثمارا للتمسك الطبيعي والتلقائي للشعب المصري بالقيم الدينية. هذه الخطة كانت وسيلة هذه الجماعة لاكتساب القبول الشعبي خاصة في أوساط الطبقات الفقيرة بالريف المصري وساعدهم في ذلك انفصال المسئولين في اجهزة الحكم عن الشعب ومشاكله ووقوعهم أسري لنزعة التعالي التي غرستها فيهم المناصب. من المؤكد أن يعد عملا ايجابيا جدا ما يقوم به إبراهيم محلب من زيارات وجولات في انحاء مصر . ان اهميته تزداد لاجباره غالبية وزرائه خاصة الذين لوزاراتهم ارتباطات بالمتطلبات الجماهيرية للسير علي نفس المنوال. الالتزام بهذه العادة السلوكية التي تثري العمل العام أدت وسوف تؤدي إلي القضاء علي تأثيرات موجات الخداع والتضليل الإخواني التي استمرت لسنوات. لقد كانت قائمة علي التقرب من الناس البسطاء بالمساعدات وحل المشاكل. هنا وجب علي أن استعيد المعني الرائع للمثل الذي يقول »‬لا يفل الحديد إلا الحديد».