جريمة انسانية بكل مايحمله هذا التوصيف من معني، تعرض لها طفل برئ، في مدرسة عمار بن ياسر بالمطرية، دفع ثمنها حياته، دون أي ذنب اقترفه، سوي انه يعيش في مجتمع قاس، ومنظومة حكومية فاسدة. ذهب التلميذ يوسف محمد يحيي الي مدرسته ، وكله امل وطموح ان يحصل العلم ويحقق أحلامه في مستقبل افضل ، فاذا بلوح زجاج شباك الفصل يسقط علي رقبته، ليقع غريقا في دمائه. تم نقله بسيارة الي مستشفي المطرية التعليمي – وفقا لرواية جدته- فلم يجد أدني اهتمام بزعم عدم توافر الامكانيات اللازمة للتعامل مع الحالة، فتحركت به سيارة الاسعاف الي مستشفي الزيتون التخصصي ، فلم يكن في تعامله افضل من سابقه. فتوجهت به سيارة الاسعاف الي مستشفي عين شمس التخصصي الذي يضم اساتذة استشاريين من مختلف التخصصات، وبدلا من التحرك بسرعة لوقف النزيف، طالب المسئولون بالمستشفي سداد 10 آلاف جنيه مقدما قبل نقل الطفل من سيارة الاسعاف. سارع المدرسون – وفقا لرواية مدير ادارة المطرية التعليمية -  بجمع مافي جيوبهم والذي لم يزد علي 1000 جنيه لاقناع المستشفي بقبول الحالة، لكن كان الاوان قد فات. فقد لفظ الطفل انفاسه الاخيرة بعد ان نزف كل دمه، خلال تنقل سيارة الاسعاف بين المستشفيات الثلاثة، دون ان يفكر اي من أطباؤها في القيام بمجرد محاولة لوقف نزيف التلميذ البرئ. ياسيادة النائب العام، ماحدث للطفل يوسف  ، يعكس الي أي مدي استشري سرطان الفساد في مؤسسات مصر بشكل عام  ووزارة الصحة بشكل خاص . ونحمد الله ان مؤسستي القضاء والقوات المسلحة سلما من هذا الداء، وهو مايبقي في نفوسنا الأمل لاجتثاث جحافل الفساد والمفسدين والقصاص من القتلة وتجار الطب معدومي الضمير وماأكثرهم  في مستشفياتنا ! !