حزين أن يضيع الحلم الذي تجمعنا حوله بسبب تخاذل وقلة خبرة مسئولين لم يدركوا قيمة مناصبهم ولا يعرفون المطلوب منهم، تصوروا أن جلوسهم علي الكرسي مكافأة، عدنا لأهل الثقة وتناسينا الخبرة والكفاءة، هتفنا للسيسي وفرحنا بترشحه وتنصيبه وسرنا خلفه، دعمنا أفكاره ومشروعاته التي أثمرت وبدأت تنمو، لكن هناك إحباطا وتراجعا للأداء الحكومي، وسوء اختيار للوزراء، وسكوتا علي هرتلة المحافظين فلا يملكون أفكارا، فلماذا السكوت الذي وصل إلي الطرمخة ؟ إهمال وفساد طافح، وخدمات معدومة. يسير الرئيس بسرعة الصاروخ وباقي المسئولين بسرعة السلاحف، اختيارات بعيدة عن القواعد والضوابط، ما بين وزير يستغل منصبه ويصفي حساباته مع مسئول بوزارته أبعده عن تحقيق مكاسب واستغلال المرضي، وآخر تم إبعاده لثبوت تسهيل معاملات لأحد أفراد أسرته ثم يعود وزيرا. ناهيك عن المحافظين الذين فشلوا في حل أبسط الأمور وتعالت أكوام الزبالة في الشوارع، وتفرغوا للجولات الأونطة، وازداد إهمال المستشفيات.
اعتمدنا علي الجيش في كل شيء حتي الأكل والشرب، وأنهكناه، وتخلت الحكومة عن دورها، ولا ندري ماذا تفعل الحكومة؟ تعليم لا يرتقي لأدني المواصفات وبلطجة بالمدارس تؤكد فشل المنظومة التعليمية. الأسعار أكلت أجساد الغلابة ولم تجد من يفرملها، وعجزت كل الوسائل عن ردع التجار ورجال الأعمال الذين يتحكمون في قوت الغلابة.
الأداء متدنٍ، ويحتاج لوقفة جادة وتغييرات جذرية لتصحيح الأوضاع، وبتر الفساد.. الكل يبحث عن غنيمة، والمحسوبية والتهام الوظائف والترقيات للحبايب فقط، وكأن مصر مستباحة، وما يقوم به الرئيس السيسي منفردا ونجاح المشروعات القومية ونجاحه في السياسة الخارجية يحتاج لدعم داخلي، ولابد أن نتحلي بالشجاعة ومن لم يجد في نفسه القدرة فليرحل، لا تستنزفوا الرئيس وتنتظروا قراره في كل صغيرة وكبيرة. أما الدعوات بالخروج في ذكري ٢٥ يناير فلن تجد صدي لأن الناس عرفت مقصد المخربين ولن ننساق خلف المأجورين، فكلنا يدرك حجم الخطر ويعلم من مع مصر ومن ضدها. ويجب أن نتوقف أمام التراجع الحكومي وتدني مستوي الخدمات وهجمة الأسعار، وفشل الوزراء والمحافظين، حتي يتلاشي الخوف المكتوم من ذكري يناير وغيرها، فإذا صح أداء المسئولين فلن نرتعد.
التفوا حول السيسي لتكتمل منظومة النجاح، واختاروا مسئولين لديهم قدرة وكفاءة وابتعدوا عن أهل الثقة فليس كلهم كفاءات. وأوقفوا مهازل إعلام المخبرين الذي ينقض علي الفريسة حسب مزاج ملاك القنوات الذين نهبوا أموال البلد وتحصنوا بالفضائيات.