أدهش عندما أقرأ في الصحف أن رئيس الجمهورية يطلب من الحكومة أن تفعل كيت وكيت. أدهش لأن رئيس الجمهورية هو رئيس السلطة التنفيذية وبالتالي من صلاحياته أن يأمر ويوجه. لكن دهشتي الأكبر لأن الرئيس يهتم ويطلب من الحكومة. وسؤالي: ما دور الحكومة إذن ؟. هل دورها أن تنتظر توجيهات الرئيس ؟ !. هل تترك المشاكل لتتفاقم ثم تنتظر توجيهات أو طلب الرئيس ؟ !. لقد تدخل الرئيس في أكثر من موضوع ومشكلة طالبا من الحكومة حلها وكأن الحكومة تنتظر طلب أو تعليمات أو توجيهات الرئيس لنعود مرة أخري مثلما عادت ريما من قبل لكي تنشر الصحف أن الشيء الفلاني تم بناء علي توجيهات الرئيس !!.  ملعون الموظف الكبير أو الصغير الذي لا يقوم بواجبه في انتظار تعليمات الرئيس. كما أن علي الرئيس أن يقيم مثل هذا الموظف أو ذاك حتي يبقي أو لا يبقي عليه. انتظار الموظفين الكبار تعليمات الرئيس إنما هو عار علي الحكومة التي تدعي أنها حكومة المقاتلين، فهل هناك مقاتل ينتظر الأوامر للقضاء علي السلبيات أو حل المشاكل، إنما هي عبارات وشعارات رنانة يطلقها رئيس الحكومة ووزراؤه لخداع الشعب وإلا فما معني أن يقل انقطاع التيار الكهربائي بعد أن يطلب الرئيس ذلك من الحكومة؟! وما معني أن يطلب الرئيس من الحكومة حل مشكلة الطاقة ومشكلة الباعة الجائلين في وسط القاهرة ؟. لا معني لكل ذلك إلا أن الحكومة نايمة في العسل وأنها لا تشعر بحجم الكوارث إلا إذا نبهها الرئيس أو طلب منها التحرك.. مرت البلاد في السنوات الأخيرة بأزمات عديدة وانتفض الشعب للدفاع عن حقوقه ولكن لم تتغير العقلية المصرية الحكومية الروتينية ولم تتطور لتسبق توجيهات وتعليمات الرئيس بل لم تحاول أن تحسن من نفسها وتقلل من اعتمادها علي توجيهات الرئيس. أطالب الرئيس بألا يطلب من الحكومة بل يأمرها بأن تتعلم التفكير واتخاذ القرارات والمبادرة بدلا من انتظار من يأمرها ويفكر لها.