حكومة إسماعيل، محظوظة فسيف التغيير رُفع عن رقبتها.. بعد أن أُعلن أنها ستقدم برنامجها للبرلمان.. فهي تستعد للبقاء .. بعد أن كانت حكومة الايام المعدودة.. دنيا حظوظ»!

الاحوال تغيرت مع حكومة إسماعيل بين يوم وليلة.. بعدما كانت حكومة الايام المعدودة، جاء تصريح الرئيس السيسي يؤكد أن حكومة إسماعيل عليها إعداد برنامج لعرضه علي مجلس النواب، وأنه ليس هناك ارتباط بين انعقاد البرلمان وتقديم الحكومة استقالتها.
أمر مهم صحيح أعاد للحكومة الثقة.. خاصة وأن مجلس النواب بعد أن اكتملت ملامحه يؤكد أنها مستمرة.. فهي ببساطة تستطيع أن تقدم برنامجا نموذجيا ومثاليا، لا يستطيع أي برلمان في العالم أن يعترض عليه. كما أن البرلمان بهذا التشكيل لا ينبئ عن رفضه للبرنامج الحكومي.
الملاحظ لاداءالمهندس شريف اسماعيل واداء حكومته وبالرغم أننا لا نراه ولا نسمع عنه.. ليس لانه ارتدي طاقية الاخفاء وتحول لشبح يعمل في الخفاء .. بل هو غير موجود أصلا.. فنحن شعب بلا حكومة.
حكومة اداؤها تلخص في ندب حظها العثر كل يوم لأنها مفلسة ليس لديها أموال لتنفيذ البرامج والمشروعات.. ليس لديها نقد أجنبي لتوفير احتياجات البلاد من السلع الاستراتيجية والضرورية.. فالصادرات والسياحة مضروبان.
بعد أن كانت الحكومات السابقة تستعين بمؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في مشروعات التعليم والصحة والبنية الاساسية.. بدأت حكومة إسماعيل تتحدث عن ارتفاع تكلفة الخدمات، مما يستوجب معها ان يتم بيع الخدمة للمواطن بالسعر الحقيقي لها تحت مسميات عديدة، أبرزها إعادة هيكلة الدعم.. وبدأت تمد يدها للقطاع الخاص، مستسلمة له.. تطالبه بأن يشاركها في المشروعات الاستثمارية .. ملوحة له بميزات جديدة، بحجة دفع الاستثمار..
رغم أن الحكومة مازالت أمامها خطوات كبيرة لاثبات حسن نيتها أمام القطاع الخاص.. ورغم أن تجربة القطاع الخاص في مصر تجربة غير ناجحة، أو منقوصة.. تجربة في اتجاه واحد هو المستثمر.. فالقطاع الخاص استطاع أن يحقق مكاسب دون أن يضيف أي تقدم اقتصادي يذكر.. وأصبح يطالب طول الوقت بمزيد من المكاسب في مشروعات لا طائل منها، معظمها استهلاكية، يطلب معها الحماية المستمرة ودعم الحكومة.. ومزيد من الامتيازات.. دون وجود خريطة للنهضة الصناعية التي تحدد مشروعات بعينها للنهوض الاقتصادي.. من الاخر هو مدلع علي الاخر في ظل أي حكومة.. بحجة تشغيل الشباب.. دون وجود أي حماية لهم أمام صاحب رأس المال.. والذي غالبا يستخدم العمال للضغط علي الحكومة لمزيد من المكاسب..
وفي ظل وجود حكومة إسماعيل فقد محدودو الدخل كل أنواع الاهتمام حتي القليل منها سواء في الصحة أو التعليم أو المواصلات العامة.. واقتصر دورالحكومة علي تسول بعض السلع الاساسية من رجال الاعمال في حملة لتخفيض الاسعار.. أو تستعين بالجيش في السواد الاعظم من مشاكلها..
الجيش يحل غالبا محل الحكومة في العديد من المشاكل والازمات.. ويقوم دائما بدور المنقذ.. ولا أعلم لماذا اذن تستمر الحكومة التي تغرق في شبر مية.
الحكومة تحاول الضحك علي الشعب، بوجبة وتناست انها في المقابل تفرمه وتحطم كل قواه أمام الفواتير والتعليم الهزلي الذي يقضي علي أحلام أبنائنا، بل يفقدهم الانتماء لهذا الوطن.
الحكومة ترفع شعار ادفع لتحصل علي خدمة مميزة.. أي خدمة مميزة هذه والثقة منعدمة في أي خدمة تقدمها الحكومة حتي لو كانت خدمة غالية السعر.. فالجميع يعلم ان الفساد يجعل الحكومة تحصل علي الثمن مع تقديم خدمة رديئة.. أي ان الخدمة لا تساوي هذا الثمن.
حكومة إسماعيل المحظوظة التي استطاعت ان تجمع كل مشاكلنا المزمنة داخل برنامج.. وتقدم حلولا علي ورق لهذه المشاكل.. لديها وزراء لا يعرفهم أحد ولا يهتم أحد حتي بمعرفتهم.. ولماذا يبذلون جهدا للتواجد وتقديم أنفسهم للناس، فهم مستمرون.
نحن الآن شعب بلا حكومة.. فالحكومة تجهز أوراق اعتمادها من البرلمان ، ونؤجل التفكير في آلام المواطنين.. ولا مانع من صياغة هذه الآلام لتمر وتحصل علي جواز اعتمادها. أي أن الحكومة كغيرها تستفيد من آلام الناس.. وسوف نسمعها ونشاهدها في البرلمان وهي تتاجر بهذه الآلام لتحصل علي ميزة الاستمرار.
الظاهر أنه من كثرة شكوي الناس من غلاء الاسعار وتردي الخدمات أصبحت لا صدي لها.. مبروك علي حكومة إسماعيل البقاء