في حفلات «سبوع المولود» يدخل البخور ضمن طقوس الاحتفال ليعطر المنازل ويحمي من الحسد ويطرد الشيطان والأرواح الشريرة

أحب الناس التين منذ القدم خاصة بالشرق الأوسط لمذاقه الطيب وفائدته للصحة وهو فاكهة قديمة جداً استخدمت للعلاج والغذاء ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة باسمها «والتين والزيتون وطور سينين» وهي من أول الاشجار المثمرة التي استغلها الانسان قبل الشعير والقمح بكثرة.. استخدمه الفينيقيون في تنقلاتهم برا وبحرا وظهر في النقوش والمنحوتات والرسوم القديمة لكثير من الشعوب وكان من الاطعمة الرئيسية لليونانيين كما ورد في المخطوطات الاغريقية وأعتمد عليه الرياضيون ليزيد من قوتهم.. وتذكر بعض المخطوطات ان التين جاء إلي إيران ثم دخل أوربا عبر ايطاليا، وعرف الرومانيون تسعة وعشرين صنفا من التين، وزرعوه في حدائق المنازل لإطعام العبيد ليمدهم بالطاقة والقوة لخدمة أسيادهم.. اهتم الايطاليون بالتين واحترمه اليونانيون كثمرة وفاكهة لها فوائد طبيعية وغذائية وروحية حيث لعب دورا مهما في الأساطير اليونانية إذ قدموه قربانا للآلهة بعدما قيل إن الذئب الذي ارضع مؤسسي الامبراطورية الرومانية (روملوس ورايموس) استراح تحت شجرة التين.. فكان يقدم هدية أثناء الاحتفالات والطقوس الدينية والرسمية ورأس السنة.. وتحكي الكتابات الرومانية القديمة أن سكان بعض المناطق الايطالية وضعوا أكاليل التين علي رءوسهم عند تقديم التضحية إلي مكتشف الفاكهة الإله «ساتورن».
ويؤكل التين طازجا في الصباح ويجففه البعض بأشعة الشمس ليكون غذاء لفصل الشتاء البارد لأنه غني بالسعرات الحرارية، ويجفف في شمال العراق ومناطق كردستان تحت أشعة الشمس الحارقة في حبال رفيعة من نبات القنب في شكل قلائد طويلة كالمسابح.
يعتبر التين من عائلة التوت ويزرع في مناطق كثيرة بالعالم وموطنه الأصلي هو الهلال الخصيب «الشام والعراق ومصر» المناطق ذات الشتاء الدافئ نسبيا ولا تتعرض للصقيع ويمكن أن تؤكل أوراق التين فهي غنية بالمعادن خاصة الحديد والبروتين المهمة لحيوية الجسم وتقوية القلب وضبط التنفس وخفض الدهون ومقاومة أعراض الشيخوخة.
ويعالج التين الامساك بطهي أربع ثمرات طازجة وعشر حبات زبيب في كوب كبير من الحليب وتناولها علي الريق أو نقع ست ثمرات في ماء فاتر طوال الليل وتناولها علي الريق وتناول التين الطازج بعد الوجبات الخفيفة وقبل الوجبات الثقيلة يخفف الاضطرابات الهضمية والتنفسية ويعالج التهابات الحلق بغلي خمس ثمرات طازجة في قليل من الماء الذي يصفي ويشرب باردا، والتين ايضا يهدئ الأعصاب ويزيل القلق والتوتر والاحباط ويمنع تجمع الماء في الجسم والرئتين ويمنع النزيف فهو غني بمادة فيتامين «ك» التي تجلط الدم ويفيد في علاج النقرس ويدخل في تركيبات مستحضرات العناية بالبشرة فهو يغذي الجلد والشعر.
< البخور مادة عطرية تستخدم بكثرة في دول الخليج وتسورد من ماليزيا والهند وأندونيسيا.. ويعود أصل المادة العطرية بها إلي نوع خاص من الاشجار يباع علي هيئة أعواد خشبية أو زيوت عطرية توضع علي الفحم.. وعرف المصريون البخور من الفراعنة وفي الصباح تملأ رائحته المحببة المحال التجارية لتحل البركة عليها، وفي كثير من المناسبات يمثل البخور جزءا مهما من حياة المصريين لكن هناك سبعة مواقف يكون البخور خلالها هو النجم الأهم ففي يوم الجمعة تنتشر رائحته في كل مكان في المنازل والمحال والمساجد والكنائس لتحل البركة في هذه الأماكن ويؤكد بعض علماء الطاقة ان البخور تعطي طاقة إيجابية وتقضي علي السلبية.
وفي حفلات «سبوع المولود» يدخل البخور ضمن طقوس الاحتفال ليعطر المنازل ويحمي من الحسد ويطرد الشيطان والأرواح الشريرة.. والبخور وسيلة يتخذها البعض لكسب الرزق فيجوب بائع البخور حاملا مبخرة كبيرة بها البخور الجاف والفحم المشتعل بالنار يجوب بها المحال والشوارع القديمة ليبخرها ويأخذ مافيه النصيب الذي يعتبر رزقه اليومي.. والاستخدام الرابع في المحال التي يستخدم كل منها نوعا برائحة معينة يعتقد انها تجلب الرزق وتزيده وكلما ارتفع مستوي المحل كان البخور غالي الثمن.. وفي زفة العرائس مهما اختلفت أشكالها ومستواها كان البخور احد أهم أركانها فتجلس العروس علي كرسي ليبخروها.