عادة لا أهتم كثيرا بمتابعة جائزة »نوبل»‬، ولا بمتابعة الجوائزعامة.. للجوائز رائحة الصفقات والحسابات والمصالح، ولا شأن لي بمتابعة الصفقات... لكن هذا الرأي السلبي في الجوائز، لايمنع من أن الجائزة ،أي جائزة، هي أيضا فرصة لإلقاء الضوء علي عمل أو شخصية، فرصة لأن يبحث الانسان بنفسه، يقف وجها لوجه أمام الشخصية، فيمنحها تقديره، أو يدير لها الأكتاف غير عابئ. قبل أيام أعلنت جائزة نوبل في الأداب، فاز بها آخر التوقعات ،الروائي الفرنسي (باتريك موديانو)حصدها من الروائي الياباني (هاروكي موركامي) ومن التشيكي الأشهر (ميلان كونديرا) ومن الشاعر السوري(أدونيس)والذي يخسرها كل عام..! ! تلك مفاجآت الأدب، أو مفاجآت الجوائز...لكن جائزة نوبل للسلام هذا العام، حصلت عليها الباكستانية (ملالا يوسف زي) فتاة في السابعة عشر من عمرها، أصغر من حصل علي نوبل منذ أنشائها الي اليوم، حصلت عليها مناصفة (ولا يخلو الأمرمن دلالة) مع الهندي (كايلاش ساتيارتي). كانت (ملالا يوسف) في الحادية عشرة من عمرها، يوم صعدت قوات من حركة طالبان، الي أتوبيس المدرسة، الذي يضمها وبعض زميلاتها، نادوها بالاسم، وأنزلوها من الباص، ليطلقوا علي رأسها الرصاص..(لكنها تنجو من الموت بأعجوبة، وتنقل إلي لندن، لتعالج وتشفي، وتستكمل دراستها)..كانت (ملالا يوسف) الطفلة التي أرعبت طالبان، قالوا (علمانية، وسنها ليس دافعا للرأفة بها) نددت ملالا بطالبان، فضحت ما ارتكبوه من جرائم في منطقتها (وادي سوات) وتحديدا انتهاكهم لحقوق الفتيات في التعليم، وقيامهم بحرق المدارس، وقتل الطالبات (عبر مدونتها في الـ بي بي سي). في عامها السادس عشر (العام الماضي) دعيت لإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقامت (النيويورك تايمز) بعمل فيلم وثائقي عنها، لتتوالي الجوائزمن أنحاء العالم لأصغر ناشطة حقوقية، وتفوز بجائزة السلام هذا العام.