ماذا نفعل لهؤلاء حتي يفهموا الرسالة؟ الشعب مل وجوهكم بعد أن اكتشف حقيقتكم، وفضح زيفكم وادعاءاتكم، قالها الناس مرة، ومرات، لكن جلودكم السميكة، وذاكرتكم التي لا تعي سوي تاريخ متوهم، وخيالكم التعيس الذي يصور لكم فقط ما تريدون، دون أدني علاقة بالواقع ناهيك عن المستقبل، هذه التوليفة الكئيبة تضخم أوهامكم، فلا تفترقون كثيرا عن مبارك الذي  ويا لسخرية القدر ـ يراهن علي إنصاف التاريخ! الرسالة واضحة تماما : افتضح أمركم، لا أحد يطيق وجودكم، فاغربوا عن وجه مصر، وللأبد. نتمني أن نستيقظ ذات صباح قريب، ليته الغد، فلا نجد لكم أثرا في المشهد، أطال الله أعماركم، لكن بعيدا عن سمائنا، وعن أحلامنا، وطموحاتنا التي احترفتم مصادرتها، وعن حق أصيل لأجيال اختطفتم فرصها في التقدم نحو مواقع كانت جديرة باعتلائها، إلا أن الانانية المفرطة دفعتهم لليأس،  لتبقوا وحدكم متصدرين، لا تسمحوا لغيركم أن يظفر بما يستحق، فإلي متي يسقط تحت جحافلكم ضحايا جدد، كل ذنبهم التطلع لمستقبل أفضل، ووطن أكثر رحابة لكل ابنائه، وبكل ابنائه؟! لسنا دعاة صراع أجيال، إلا أن التدافع سنة كونية نؤمن بها، لكنكم لعقود وقفتم حائلا عن التداول الذي هو ـ أيضا ـ سنة كونية، وجئتم بكل صلف وغباء لتهدموا المعبد علي رؤوس الجميع ، ثم تهربوا كالجرذان ، تراوغون، وقد تعودتم علي الصعود فوق الجماجم، وإن خارت قواكم فلا بأس أن تصعدوا كالنباتات الطفيلية التفافا علي كل فرع ثابت لولا ممارساتكم لكان قد وصل عنان السماء. ليتكم، لمرة واحدة، تمارسون ما يفعله الاسوياء لترحلوا نحو الظل، حتي تشرق شمس الوطن، أم تُري أن الخلود علي جثته خياركم الوحيد؟! متي نسعد بغروب زمن الغربان؟