ليتكم كنتم معي أمس في احتفالية الفخر والكرامة.. ليتكم كنتم معي في حضرة اهالي الشهداء.. في حضرة البطل ساطع النعماني.. في حضرة الكاتب العبقري د.إبراهيم شلبي صاحب الكتاب الوطني الرائع « الدفعة 103 حربية».. في حضرة زهرة شبابنا من أبناء الدفعة «اللي كل واحد فيهم بيحلم يكون الشهيد القادم».
ليتكم كنتم معي في الاحتفالية الوطنية العظيمة التي نظمها مستشفي 57357 لتكريم الدفعة 103 التي شرفت باستشهاد 19 شهيدا في سيناء خلال العام الماضي.. وأيضا تكريم د.إبراهيم شلبي الذي جسد بطولات هذه الدفعة في كتابه الوطني الرائع.. بعد أن قام أبناء الدفعة بعمل صدقة جارية لزملائهم داخل المستشفي.
ليتكم سمعتم زغاريد سهير أم الأطفال الأربعة مرضي السرطان وهي تستقبل أهالي وزملاء الشهداء وتهتف لهم..»افرح افرح يا ابو الشهيد.. ابنك بطل من جديد»..
ليتكم رأيتم دموع والد الشهيد محمد جمال وهو يروي قصة ابنه الشهيد الذي ترك طفلا عمره عام ونصف.. ثم لحقت به زوجته وتوفيت أثناء فريضة الحج.. ليصبح الطفل يتيم الأب والأم.. لكنه رغم قسوة المحنة فخور باستشهاد ابنه فداء لمصر.. ليتكم سمعتم ابن الدفعة الضابط محمود شلوف وهو يحكي لي عن زملائه الشهداء.. ويقول إنه قرر يوم زواجه عزف سلام الشهيد بدلا من الزفة تحية لزملائه الشهداء ويقسم بأن كل ابن من أبناء الدفعة يدعو الله أن يكون الشهيد رقم 20..
ليتكم سمعتم الكاتب المعجون بطين الوطنية والانتماء د.إبراهيم شلبي.. وهو يستعرض رسالة الضابط منعم دويدار «اللي بيبكي فيها لنقله من رفح لأنه كان يتمني الاستشهاد فيها».. ويستعرض أيضا شعر النقيب مصطفي حسني».. الوطن مش حبة تراب ع الورق مرسومين.. الوطن فلاح صابر.. محارب علي الحدود.. عامل عرقه ع الجبين.. كاتب قلمه شريف.. الوطن زراعة وصناعة وثقافة وعلم..الوطن جوانا اسمه الضمير».
ليتكم رأيتم البطل ساطع النعماني الذي فقد بصره علي يد الإرهاب.. وهو ينحني لأهالي الشهداء وزملائهم ويؤكد أن الله حينما يأخذ شيئا من عبده يعطيه أشياء أكثر.. ليتكم شاهدتوا مدير المستشفي.. وهو يستدعي ابنه الشاب ليقبل رأس وأيدي أهالي الشهداء.. ويؤكد له انه مدين بمستقبله وحياته لهؤلاء الشهداء.. وأخيرا.. ليت كل أطفال وشباب مصر كانوا معي ليدركوا ايضا حجم الدين الذي نحمله لكل ضابط وجندي في جيش مصر العظيم.. وهي الرسالة التي أرادت 57357 أن تنقلها لكل المصريين في هذه الاحتفالية.