لايستطيع شخص سوي المنحاز لغير الحق والعدل.. أن يزعم افتراء إن السادات ليس صاحب اليد الطولي في اتخاذ جميع المتطلبات التي كان يحتاجها الانتصار التاريخي في حرب اكتوبر المجيدة عام 1973. كان من الممكن ان تكون لدينا الامكانات لخوض الحرب - وهو امر مشكوك فيه -  ولكن الشيء المهم ان هذا الانتصار ما كان يمكن ان يتم لولا الاعداد وتحديد التوقيت واتخاذ القرار واجراء عمليات الخداع التي كانت عنصرا اساسيا في مفاجأة قوات العدو  وهزيمتها. هذا الامر جعل كل هذه العناصر مجتمعة. تصب لصالح دهاء السادات وخبرته السياسية وهو ماجعله يستحق وصفه بأنه الرجل الذي سبق عصره ليس حربا فحسب وانما ايضا في الآمال والتطلعات التي تقوم عليها نهضة مصر. من المؤكد انه لو اطال الله في عمره خمس سنوات اخري لاستطاع ان يجعل مصر تنطلق لاستعادة تقدمها ومكانتها علي غير ما كانت عليه وما هي عليه الآن. لاجدال ان هذا الانتصار الذي تم علي يديه حربا وسلاما قد أصاب الاعداء والمتآمرين علي هذا الوطن بحالة من الاحباط والحقد لتكون المحصلة دفع جماعة الارهاب الإخواني صنيعة المتربصين بمصر الي اغتياله. كان من نتيجة ذلك حرمان مصر من تقديم المزيد من العطاء ومضاعفة الفائدة من استثمار عبقرية  تفكيره وبعد نظره. نعم.. لقد راح السادات ضحية غدر هذه الجماعة الارهابية التي لم تحفظ له جميل إعطائها الفرصة للعودة الي حضن الوطن أملا في ان تخلص الانتماء والشعور بالوطنية. ان مصداقية التاريخ لايمكن أبدا ان تحرم السادات الرئيس الجريء الشجاع من حق مستحق لعظمة ما أداه لهذا الوطن علي مدي عمره نضالا وكفاحا والذي كان في مقدمته مسئوليته عن قرار الحرب الذي تحقق به انتصار اكتوبر . ان عدالة تقديرنا لهذا الدور الذي شهدت به الدنيا لايعني بأي حال إلحاق  أي ظلم بما يكون قد حققه الآخرون من انجازات. يكفي السادات انه الرجل الذي نجح في تخليص مصر من الاحتلال الاسرائيلي الاسود الذي جاءت به هزيمة يونيو 1967 وما ترتب عليها من ذل وعار عشناهما علي مدي ست سنوات كاملة.