يا له من نور عم الوجود، ويا لها من رحمة أهدتها السماء للأرض لينبلج الصبح من مكة ويتفجر ينبوع الهداية من بين جبالها الصم الجلاميد.. ثم ينطلق من مكة إلي المدينة ثم إلي ربوع الدنيا رحمة للعالمين..
إنه مولد الرسول الأعظم والنبي الأكرم محمد بن عبد الله.. ما يقارب 15 قرنا مرت ولايزال نور دعوته يسطع في القلوب ويتحدي سهام الطعن والتشويه من الأتباع قبل الأعداء..
أما المسلمون فقد قنعوا من الغنيمة بالإياب واختاروا الطريق السهل الذي لا يكلفهم سوي القليل: بعض العبادات المنزوعة الدسم من جوهرها.
فلا مانع لدي أحدهم إن كان موظفا أن يأخذ الرشوة ويهدر مصالح المواطنين ويضيع أوقاتهم أو «يزوّغ» من العمل لقضاء مصالح خاصة.. وإذا كان بائعا فتطفيف الموازين والغش واحتكار أقوات الناس لا تتعارض مع صلاته الجوفاء وتدينه الزائف..
وإذا كان معلما، فالدروس الخصوصية و«مص» دماء الكادحين.
أما من يسمون أنفسهم أهل الفن فشعارهم ترويج الفحش.. وكله جهاد في سبيل شباك التذاكر..
والأدهي أن تتلقي الأمة الطعن ممن يدّعون نصرتها ويزعمون الحرص عليها ويحتكرون لأنفسهم فهم دينها، سالكين مهامه التشدد..
أما مهندسو العمارات المنهارة وأطباء تجارة الأعضاء ومحامو تجار المخدرات والفاسدون وإعلاميو التطبيل والتضليل والردح فحدث ولا حرج..
إذا كان هذا حال الأمة - إلا من رحم ربي - فهل نستحق أن نحتفل بذكري صاحب الضمير الحي والخلق العظيم؟!