يحتفل العالم الاسلامى اليوم بذكرى مولد خير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى أرسله ربه رحمة للعالمين «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» و قال تعالى : «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم.. وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون» فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرحمة المهداة - وصفه ربه بالرءوف الرحيم ذى الخلق العظيم.. فقال تعالى : «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم» وقال تعالى : «وإنك على لعلى خلق عظيم».
ومن هنا نرى أن الاسلام دين الرحمة والدعوة إلى الله بالحسنى .. قال تعالى مخاطبا النبى صلى الله عليه وسلم : «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن».. ليست الدعوة إلى الله بالسلاح والجنازير والشوم والعصي.. ومن خالفنى فى الرأى أقتله حتى لو كان رأيه هو الصواب .. فالقرآن الكريم يقرر أن كل انسان مخير فى اختيار عقيدته.. قال تعالى «لكم دينكم ولى دين». وخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك» فديننا الحنيف لا يعرف لغة الحرق ولا الذبح حتى للمشركين والكفار.
أما ما يدعيه زعماء داعش من أنهم يعملون لإقامة الخلافة الاسلامية بالحرق والذبح والتعذيب وسبى النساء واغتصابهن وقتل الاطفال فهذا ليس من الاسلام فى شيء بل هو دعوة صهيونية استهدفت تشويه الاسلام وصورته أمام العالم ليظهر أن الاسلام دين قتل وترويع.. ويستقطبون الشباب إلى أفكارهم بدعوى الجهاد فى سبيل الله ، والله سبحانه وتعالى منهم ومن دعوتهم براء.
لقد حبذت المخابرات الامريكية والاسرائيلية والموساد الاسرائيلى هذه الشرذمة لتفتيت الدول العربية والاسلامية وإضعاف قوتها وانهاك اقتصادها بسرقة مواردها من نفط وغاز وبيعه لعملائهم بثمن بخس مما يضر بمقوماتها.. علاوة على نشر الافكار الهدامة بين ابناء الأمة وخلق صراعات بينهم عقائدية وطائفية لخدمة استراتيجية امريكا واسرائيل التى تهدف إلى نشر الفوضى الهدامة فى هذه الدول وتفتيتها إلى دويلات متصارعة لتظل اسرائيل هى القوة الوحيدة فى الشرق الاوسط الكبير.
لقد فطن أبناء مصر إلى هذه الفتنة الكبرى وبواعثها وأهدافها فالتفوا حول أنفسهم جيشا وشعبا واعتصموا بحبل الله جميعا ولم يتفرقوا .. فلم تفلح هذه الفتنة الضالة المضلة ومن وراءهم فى النفاذ إلى جسد الأمة المصرية لأن المصريين يعرفون جيدا دينهم وتعاليمه التى تحض على الوحدة وعدم الانقسام وتصدت مصر بأزهرها الشريف وعلمائه الاجلاء لدعاوى داعش ومن يوالونه لاظهار حقيقة الدين الاسلامى الوسطى الذى ارتضاه رب العزة لنا كأمة اسلامية.
قال تعالى : «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا».. والمعركة بين الحق والباطل حامية الوطيس.. ولكن النصر بإذن الله فى النهاية لنا.