أرجوك لا تقرأ هذا العمود!! فلأول مرة تنتابني أحاسيس متضاربة حول جدوي الكتابة وسط أجواء من الكآبة والحزن والقلق والتوتر تفرض نفسها رغم أن براعم الأمل والتفاؤل تحاول شق طريقها للنمو وبعث الحياة. صدقوني فإن محصلة السنوات التي أعقبت أحداث ٢٥ يناير لاتزال تفرض وجودها وأثارها رغم أننا جميعا قد استيقظنا من الكابوس الذي كان يجثم علي صدورنا منذ اندلاع هذه الاحداث وحتي قيام ثورة ٣٠ يونيو التي قادها شعب مصر وحماها ودافع عنها ابناء بررة هم فخرالعسكرية المصرية. تري هل كانت الآمال أكبر بكثير من توقعاتنا أم أن الصعاب والتحديات  التي تواجهنا كانت هي الأكبر ؟! هناك بالفعل حالة نفسية واجتماعية واقتصادية تحتاج لتدخل العلماء والخبراء لبحث أسبابها وكيفية الخلاص منها وأعتقد أن للاعلام الدور الأكبر في علاجها والحد من تأثيراتها السلبية. ودعونا نعترف أننا ربما للمرة الأولي التي نري فيها انفسنا أمام مرآة للحقيقة بعيدا عن التضخيم أو التهويل. لأول مرة نري حكومة تعترف بالحقائق وتعلن للناس صعوبة التحديات والمشاكل التي تواجهنا والمدة الزمنية اللازمة وحجم التمويل المطلوب وكلها حقائق ربما تؤدي إلي الاحساس بالضجر والضيق والذي يتزايد مع حجم المعاناة ومشقة العيش وارتفاع الأسعار وتدني مستوي العديد من الخدمات. لكن دعونا نعترف ايضا أنه من الضروري أن نعرف الحقائق وأن نستعد لها وحتي نمر من عنق الزجاجة الذي نجتازه بالفعل حتي وإن كان بخطوات بطيئة فرضتها ظروفنا الاقتصادية. دعونا نعترف أن الحكومة والرئيس عبدالفتاح السيسي قد تسلم الحكم والخزينة خاوية إلا من دفاتر ديون مثقلة. دعونا نعترف ان الاعلام المصري في حاجة ماسة لاعادة تقييم دوره كعنصر مهم للبناء وليس للهدم والنقد الذي يتجاوز حدود التجريح. ارجوكم نحن جميعا نبحر في قارب واحد نثق أنه سوف يأخذنا إلي بر الامان ولكن شريطة أن نتوقف عن محاولات ثقبه وإغراقه تحت دعوي حرية الرأي والتعبير والإعلام المضلل!!