يحلو لي دوما الجلوس إليه والاستماع لنصحه.. نادرا ما اجد صوته مرتفعا او نبرته محتدة.. يؤكد ان كل شئ بقدر.. اذن لنؤمن بأقدارنا ونسعي لتحقيق الافضل ونترك النتيجة والمشيئة لرب السموات والارض.. انه صديقي الذي زاده الله وقارا فازدان رأسه بتاج أبيض اللون.. اردت ان اعرف منه ما يقال ان الارض التي حباها الله بكل النعم ووصفها في كتابه العزيز دون سائر غيرها بأنها الارض ولها خزائن من يملكها يدير العالم.. هل يمكن لهذه الارض وأهلها ان يعانوا من العطش وتهلكهم قلة المياه وشحها.. خاصة مع اقتراب افتتاح سد النهضة في اثيوبيا.
ابتسم في ود ظاهر وعطف غامر.. سمعته يقول انها الارض المباركة من دخلها نعم بالأمن مصداقا لقول فاطر السموات والارض..وصف الاقاويل الحالية بأنها تدور حول مشكله المياه.. نعم هي صراع بين العطشي وتعد بمثابة مسألة حياة او موت.. لكن لا يجوز اقحام السلاح فيها.. لأنها لن تنتهي وسنعود في النهايه إلي التفاوض بعد فناء وخراب الديار.. اذن كيف نتصرف؟
.. الثابت ان متوسط استهلاك الفدان في مصر 4600 متر مكعب من المياه سنويا.. اما الزراعه الحديثه فتجعل المحصول ينتج من 7 الي8 مرات قدر المحصول الحالي لنفس المساحه ويستهلك الفدان 750 متر مكعب مياه سنويا.. في نفس الوقت تقي الفلاح التعرض لجميع الفطريات والأمراض المشهوره في زراعتنا.. اي اننا نستطيع بنفس كميه المياة الحاليه زراعه 42 مليون فدان بالطرق الحديثه ونحصل منها علي 7 امثال ما نحصل عليه حاليا.. نظريا امامنا متسع لكي ننتج 295 ضعف انتاجنا الزراعي بمجرد التخلي عن المعتقدات البالية.. يمكن زراعه اي ارض في اي مكان وربما بدون تسوية لأن الزراعة الحديثة لا تحتاج إلي تربه عضوية.. فالرمل وكسر الرخام والصخور والزجاج يمكن زراعتها.. فقط لبعض التجهيز وفرد متدرب.. لنا في اليابان مثال لأنها تجري تجارب علي الزراعة بالضباب.. اذ تقوم برش الضباب داخل الصوبة عن طريق رشاشات دقيقة تحت ضغط عال وتستخدم مروحة صغيرة لتوزيعه علي النباتات لكي يشرب النبات من خلال اوراقه.. كما انهم يفكرون من خلال هذه الطريقه في استخدام المياه المالحه بفصل الاملاح عن الضباب بتحويله إلي بخار ثم تكثيفه عبر عدة درجات في الحرارة.
الطبيعي حاليا دراسة كيفية ترشيد استخدام المياه.
وللحديث بقية.