لعنه الله علي أنفلونزا هذا الشتاء.. تقريبا لم أسمع أن أحدا ممن أعرفهم قد نجا منها.. ومع ذلك فان الأسبوع الماضي شهد العديد من الأحداث وظهور واختفاء العديد من الشخصيات.. فكانت فرصة لأن نلقي الضوء عليها :
الرحيل : في أقل من أسبوع رحل عن عالمنا إلي العالم الأفضل ثلاثة من النجوم الذين أحببناهم.. لأنهم دخلوا بيوتنا واحتلوا مكانا في قلوبنا.. أبدأ بالنجم المحترم ابن جيلي الفنان ممدوح عبد العليم.. نجم المسلسلات التليفزيونية الخالدة « ليالي الحلمية « و» الضوء الشارد» وغيرهما.. كان محترما لنفسه ولفنه.. وكانت وفاته مفاجئة من حيث الزمان والمكان.. ولكن إرادة الله تنفذ فوق كل شيء..
الثاني هو الفنان الكبير حمدي أحمد.. صاحب أشهر « طظ» في السينما المصرية.. جسد بقوة شخصية محجوب عبد الدايم نجم رواية القاهرة الجديدة لأديب نوبل نجيب محفوظ.. الفيلم خرج باسم القاهرة 30.. لكن الواقع يؤكد علي أن الشخصية التي جسدها الراحل حمدي أحمد موجودة في كل زمان ومكان.
الأقرب إلي قلبي.. والذي ارتبطت به شخصيا لأكثر من خمسين عاما.. كان لاعبا فذا موهوبا ذكيا ماكرا.. فاستحق لقب الثعلب.. ولكنه علي المستوي الإنساني كان أجمل وأطيب من عرفت.. يلقي كل الناس بترحاب شديد ويتودد إليهم ويجاملهم ويخدمهم بكل ما يستطيع. كان معجونا بماء الزمالك.. ليس هناك مكان واحد لا ينطق باسمه.. وليست هناك طوبة واحدة إلا وبكت رحيله.. كانت جنازته وسرادق عزائه لوحة للوفاء والإخلاص. كل مصر تقريبا تواجدت.. بكل ألوانها وتخصصاتها وأعمارها.. جاءت لتقول : بنحبك يا كابتن حمادة.
الصعود: كان الصعود من نصيب عدد من الشخصيات خلال هذا الأسبوع.. أبرزهم طبعا الدكتور علي عبد العال الذي اتفق معظم أعضاء مجلس النواب علي اختياره رئيسا للمجلس.. متفوقا بفارق كبير علي أقرب منافسيه. الصاعد هو الدكتور عبد العال الذي صعد إلي المنصة من باب القانون الدستوري والخبرة في فك الاشتباكات القانونية.. ويواجه الرجل العديد من المآزق القانونية التي تتصارع فيها أكثر من وجهة نظر وعليه أن يكون مقربا وليس مفرقا بين كل الآراء.. ونحن لا نملك ونحن في بداية الطريق إلا أن ندعو له بالتوفيق.
صعد أيضا إلي الصدارة وكيلان جديدان للبرلمان هما نقيب الإشراف السيد محمود الشريف بما يملكه من سماحة وطيبة وشهامة.. والشاب سليمان عودة بما يملكه من حيوية ونشاط وجدعنة.. وهو من تفوق علي الصديق العزيز المحامي القدير علاء عبد المنعم في معركة حملت الكثير من الرسائل والكثير من تصفية الحسابات وصراعات القوي بين عناصر التكتل الواحد.
صعدت وجوه جديدة كثيرة من نواب ونائبات الشعب.. كانت الشابة دينا عبد العزيز أبرز من تحدث عنها الناس.. وبعيدا عن الجوانب الإيجابية التي تحدث الناس عنها.. فان المهمة الثقيلة التي دخلتها تفرض عليها بذل المزيد من الجهد لتقول للناس إنها تحمل في رأسها الكثير من أجل هذا الوطن.
السقوط : وفي الواقع فإنه السقوط الكبير.. لأن حجم القضية كبير ومن صدرت منه الجريمة يشغل منصبا كبيرا. السقوط الكبير للمستشار هشام جنينة حسم في تصوري حقيقة انتمائه وحقيقة توجهاته بعد أن كانت غالبية الناس مترددة.. ولكنه حسمها بوضوح : هو ضد الدولة وضد استقرارها.. ومع إشاعة الفوضي مهما كانت الوسائل والأسباب.
أشارت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الرئيس السيسي: بعد تصريحات جنينة بأن حجم الفساد في مصر العام الماضي بلغ 600 مليار جنيه.. وتضمن الرد أن جنينة قام بتضليل الناس بتضخيم حجم وقيمة ما سمي بالفساد، وذلك بتكوين وتجميع بعض الأرقام أكثر من مرة وتحت مسميات عدة في أكثر من موضع وامتداداً لأسلوب التضليل والتضخيم تم احتساب مبلغ 174 مليار جنيه تمثل تعديات بمدينة السادات كأموال مهدرة علي الدولة، علي الرغم من إثبات إزالة أجهزة الدولة لتلك التعديات بالكامل عام 2015. كما قام بتجميع مفتعل لوقائع حدثت منذ العشرينات من القرن الماضي وإثبات استمرارها دون تصويب كذريعة لإدراجها المغرض ضمن عام.. أيضا الإغفال المتعمد فيما تم اتخاذه من قرارات حيال ملاحظات سبق إثباتها في تقارير الأعوام الماضية وتم الرد عليها وإحالة بعضها لجهات التحقيق. ومن بين ما أشارت إليه اللجنة إساءة جنينة لتوظيف الأرقام والسياسات مما يظهر الإيجابيات بشكل سلبي.