لا يهمنا في قليل او كثير ما اذا كانت احدي الصحف الامريكية، تري في القرار الرئاسي بتعيين الدكتورة فايزة ابو النجا، وزيرة التعاون الدولي الاسبق مستشارة لرئيس الجمهورية لشئون الامن القومي، قرارا يتوافق او لا يتوافق مع المزاج او الرغبة الامريكية،...، ولا يجب ان يشغلنا ما ذكرته هذه الصحيفة بان الادارةالامريكية تنظر إلي »أبوالنجا»‬ بوصفها مسئولا معاديا للولايات المتحدة. ومن وجهة نظري لا قيمة لما تقوله الصحيفة في هذا الشأن، ولا تأثير له علي صنع القرار المصري، واسباب ودوافع القرارات المصرية بعد الثلاثين من يونيو،...، التي هي بالقطع لا تخضع لمقياس ومعدل القبول او الرضا الامريكي،..، ولكنها تعتمد كلية علي معايير مصرية خالصة. يأتي في مقدمة هذه المعايير بالقطع، الولاء الكامل لمصر والاخلاص التام والتلقائي للوطن، والاستعداد الدائم لرعاية مصالحه والتصدي لكل من يحاول المساس بها،...، بالاضافة إلي المقومات الاساسية الاخري المرتبطة بالكفاءة الشخصية والمهنية، والتميز الذهني والابداعي والرقي الاخلاقي، الذي كان ظاهرا ومميزا لشخصية الدكتورة »‬أبوالنجا» طوال مسيرتها العملية، وفي جميع ما اسند اليها من مسئوليات في مواقع واماكن متعددة. وقد ارتبطت هذه الصفات وتلازمت مع هذه السيدة المصرية المحترمة خلال عملها في الخارجية المصرية كدبلوماسية لامعة، وانتقلت معها إلي الامم المتحدة كمستشارة كفء وبارزة للأمين العام للمنظمة الدولية، ثم كوزيرة مسئولة في الحكومة المصرية تتميز بالاخلاص والدأب والمهارة الشديدة في عملها، وتتصف بالصلابة والقوة في الدفاع عن المصالح الوطنية المصرية والتصدي لكل من يحاول الاضرار بها دون تردد. من اجل ذلك كله، ليس هناك قيمة لما قالته الصحيفة الامريكية، بل ازيد علي ذلك بالتأكيد علي ان ما ذكرته هذه الصحيفة غير صحيح جملة وتفصيلا، حيث ان الدكتورة أبو النجا لا تكره امريكا، كما ان اختيارها ليس صفعة علي وجه الولايات المتحدة الامريكية، ولكن الحقيقة انها تحب مصر وهذا طبيعي،..، وتقف ضد كل من يسعي للمساس بأمنها القومي، سواء كانت أمريكا أو غيرها.