اعتقدنا أن عدم إذاعة جلسات مجلس النواب سيكون أفضل وسيلة لستر أي عورات قد تصدر عن بعض النواب، إلا أن هذا البعض أبي إلا أن يفضح نفسه، فظهر نائب الغش في الامتحانات ( أول مرة نري نائبا يدخل البرلمان عشان يكمل تعليمه) ليضيف بلوة جديدة لبلاوي البرلمانات السابقة كنواب القروض والسيديهات وتأشيرات الحج والنقوط ونواب سميحة. ومع ذلك فمن «شاف بلاوي برلمانات غيره، هانت عليه بلاوي برلمانه». في مجلس نوابنا تم بحمد الله إقرار قانون التظاهر في هدوء شديد ولم نشهد ما جري في البرلمان الأوكراني، فقد كان جزاء النائب فيتالي زوراسكاي الذي أعد مشروع قانون يشدد بقوة القيود علي التظاهر ضد الحكومة، أن تربص به البعض خارج البرلمان وأوسعوه ضربا ثم ألقوا به في صندوق للقمامة. ولم يحتج نائب مصري علي الفساد وعلي تقديرات المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، باتباع الطريقة المكسيكية حين تجرد نائب يساري من ملابسه في مجلس النواب وأصبح «بلبوصا» كما ولدته أمه أثناء مناقشة إصلاح قطاع الطاقة للتنديد بعملية النهب والسرقة المستشرية في البلاد.
ورغم تميز مجلس النواب المصري بعدد من النائبات الجميلات لم يحدث حتي الآن أن غازل أحد النواب زميلته، عكس النائب الأردني «حازم قشوع» الذي أرسل «بوسة» للسفيرة الأمريكية في عمان «أليس ويلز» خلال الجلسة التي عقدت لمناقشة السياسة الاقتصادية للحكومة، ، فهاجمه النائب يحيي السعود ساخرا منه بترديد أغنية «هاتي بوسة يا بت.. هاتي حتة يا بت». فاندلعت حرب كلامية وتراشق بالألفاظ بين النائبين ليرد«قشوع» ( نائب البوسة) علي «السعود»: «أنا رجل صاحب خبرة، وقابلني خارج القبة». الحمد لله لم نصل في برلماننا إلي مرحلة البوس بين العضو والعضوة وإن كان أحد الأعضاء قد دعا إلي عدم تقبيل العضو لأخيه العضو، والحمد لله أيضا أننا لم نسمع ملاسنات وألفاظا نابية مثل تلك التي يحكيها الكاتب العراقي الساخر خالد القشطيني عن برلمان بلاده خلال العهد الملكي فحين لوح النائب المعارض محمد رضا الشبيبي لنوري السعيد بسحب الثقة من حكومته لإسقاطها، رد نوري : سيدي النائب. العراق الآن مثل برميل معبأ بالنجاسات، ونحن جالسون علي غطائه. أزيحونا من الحكم لتروا كيف ستتدفق هذه النجاسات بكل روائحها الكريهة وتعمي عيونكم». وحين هاجمه النائب ذيبان غبان منتقدا أداء حكومته صارخا : انظروا لأي حال أوصلتم هذا البلد. بلد هارون الرشيد والمأمون وتلك الحضارة الزاهية. انظروا كيف هبطتم بنا إلي هذه الأحوال التي نحن عليها اليوم.
رد نوري السعيد علي الفور: سيدي المحترم، نحن لم نتسلم العراق من يد هارون الرشيد لتحاسبنا. تسلمناه من الوالي العثماني! فضجّ المجلس بالضحك. حقا الحمد لله الذي لا يحمد علي برلماننا المصري سواه.